أنثربولوجية أميركية: الشيخات ساهمن بالفعل في صناعة موروث تاريخي يجب الاحتفاظ به والافتخار به
على خلفية تصريحات وزير التعليم العالي، عبد اللطيف ميراوي الأخيرة، خلال استضافته في برنامج « بدون لغة خشب »، والتي أكد فيها على مكانة « الشيخة » وعلى أهمية تلقين هذا الموروث الشعبي للأجيال الصاعدة، تجدد الجدل حول دور ومكانة « الشيخات ».
وفي حوار مع موقع « أصوات مغاربية »، تحدثت الباحثة الأنثربولوجية الأميركية المتخصصة في فولكلور شمال أفريقيا، ديبورا كابشن، حول دراستها المرجعية عن « الشيخات » بالمغرب ضمن كتابها « النوع الاجتماعي والسوق: المرأة المغربية راوية التراث ».
موروث تاريخي
وكشفت كابشن على أن الشيخات ساهمن بالفعل في صناعة موروث تاريخي يجب الاحتفاظ به والافتخار به.
وأبرزت أن « العيطة » هذا الفن الشفهي انتقل من الأجداد إلى الأحفاد بالذاكرة عبر مئات السنين، وينقسم إلى عدة أنماط، وقد استلمت الشيخات – في أوقات جد مبكرة – هذا الفن وحافظن عليه كأشكال فنية تقليدية وصنعن منها الأغاني التي ما تزال حاضرة إلى اليوم.
مكانة محورية
وقالت الباحثة الأمريكية، إن الشيخات كانت لهن مكانة محورية في كل الطقوس المغربية، من حفلات الزفاف والختان إلى شتى أنواع المناسبات الأخرى الذي يحتاج فيها المغاربة لخلق « النشاط » (الفرجة)، وهذه اللفظة يصعب أن يجد لها الإنسان بديلا في لغات أخرى. بالطبع، الناس تلجأ الآن أيضا إلى « الجوق » (فرق موسيقية محلية) و »الطلبة » (فقهاء يتلون القرآن الكريم بصورة جماعية) خلال تخليد بالأفراح.
وعندما يبدأ أي مجتمع في نقاش الأشكال الفنية المسموح للمرأة بممارستها تجد أن عمق الإشكال يكمن في طريقة النظر إلى جسد المرأة في الفضاء العام.