اخترقن عالما ذكوريا بامتياز.. وكالة أمريكية تسلط الضوء على تعاونية نسائية مغربية للصيد
تحدثت وكالة « أسوشيتد بريس » الأمريكية في مقال لها عن تعاونية نسائية للصيد التقليدي بقرية بليونش بعمالة المضيق الفنيدق.
وكتبت الوكالة أن هذه التعاونية التي تأسست في مارس سنة 2018 تضم مجموعة من نساء القرية اللواتي اخترقن عالما ذكوريا بامتياز، حيث نجحن في كسر الصور النمطية حول كون مهنة صيد الأسماك مهنة حصرية للرجال، وشرعن في ركوب الأمواج واصطياد الأسماك بسواحل القرية.
قصة التعاونية
وبدأت قصة التعاونية حسب الوكالة عندما اضطرت العديد من النساء اللواتي كن يشتغلن بسبتة المحتلة للعودة للقرية عقب إغلاق الحدود، حيث دفعتهن الرغبة في ضمان مورد رزق لهن ولعائلاتهن إلى البحث عن عمل قبل أن يخلصن إلى فكرة أن ركوب البحر يمكن أن يمثل بالنسبة إليهن حلا للانعتاق من البطالة.
وبسبب انعدام الخبرة لديهن، بدأت النسوة بخياطة شباك الصيد وتنظيف القوارب دون الحصول على مقابل مالي قبل أن يستفدن من سلسلة من الدورات التكوينية لمدة سنتين حول تقنيات الصيد وقيادة القوارب التقليدية وطرق التعامل مع البحر.
وحصلت المنخرطات بالتعاونية بعد ذلك على ترخيص يخول لهن ممارسة مهنة الصيد البحري بسواحل الإقليم والخروج إسوة بالرجال لصيد الأسماك وبيعها في الأسواق القريبة.
تجارب نساء التعاونية
ونقلت الوكالة عن فتيحة ناجي، إحدى المنخرطات بالتعاونية، إنها اضطرت للعمل في البحر رغم ما رافق ذلك من شتم وتعليقات سلبية من بعض الرجال الذين لم يرقهم رؤية النساء في البحر من أجل ممارسة مهنة الصيد، حيث دفعتها الرغبة في مساعدة زوجها الذي فقد عمله كبائع متجول بسبتة المحتلة.
من جانبها، قالت أمينة مخناس، رئيسة التعاونية، إن البحر بالنسبة لها يمثل الحياة، مضيفة « نحن نعيش بالبحر وسنموت إذا ما افترقنا عنه تماما كما يحدث للسمك عندما يخرج من الماء »، مشيرة أن العمل في البحر ليس سهلا لكنه يبقى الأقرب إلى قلبها وقلوب أخواتها من باقي منخرطات التعاونية.
النساء والصيد
ونقلت الوكالة عن التهامي المشطي الكاتب العام للمركز الوطني للإرشاد البحري بمعهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش، إن ولوج النساء إلى قطاع الصيد البحري لم يكن ممكنا في السابق نتيجة غياب التكوين والتدريب، رغم أن القطاع يوفر 170 ألف منصب شغل مباشر.
وأضاف أن الأمور في الآونة الأخيرة بدأت في التغير نحو الأحسن، مشيرا أنه في السنتين الأخيرتين تم توفير دورات تكونية لفائدة مجموعة من للنساء لتمكينهن من ممارسة مهنة الصيد بشكل محترف وآمن.