الحرب على كورونا.. الأطقم الطبية في خط الدفاع الأول
يتواجد أصحاب البدلات البيضاء على المستوى الوطني، في خط الدفاع الأول لخوض معركة كسر شوكة فيروس كورونا المستجد الذي اجتاح العالم وخطف مئات الأرواح، والذي يهدد صحة الجميع، بكل شجاعة وصبر، وذلك من خلال استقبال المصابين، وتوفير العلاجات اللازمة لهم.
الوقت الطويل والتناوب في العمل
هذا هو حال الأطقم الطبية بمختلف المؤسسات الاستشفائية التي تستقبل المصابين، ومنها مستشفى مولاي يوسف في الدار البيضاء، الذي يتوفر على مصلحة للعزل، وذلك من أجل مباشرة عمليات علاج مكثفة تتطلب تجهيزات خاصة ووقتا طويلا، مع ما يقتضيه ذلك من تناوب دائم في الخدمة لهذه الأطقم في كفاحها ضد هذا الفيروس الفتاك.
وفي تفاصيل ما يقوم به أصحاب البدلات البيضاء هناك، فإن الوضع متحكم فيه حتى الوقت الراهن، ما دامت الأطقم الطبية وشبه الطبية معبأة وكافية، وكذلك الشأن بالنسبة للتجهيزات الطبية والأدوية، وطالما أن عدد الوافدين على هذه المصلحة هو ضمن الوضع « الطبيعي ».
ومع ذلك، فإن هذه الأطقم تحذر من مغبة عدم التقيد بما تفرضه حالة الطوارئ الصحية، خاصة إذا كانت هناك تجمعات لا تحترم توجيهات السلامة الصحية، وعدم وجود مسافة كافية بين الناس، والحد من التنقلات وغيرها، وهو ما قد يؤدي إلى إصابات جديدة بفيروس كورونا، في الوقت الذي يتخطى فيه فترة الحضانة.
تحمل المسؤولية
وحسب ممرضة تعمل بمستشفى مولاي يوسف، فإنه لا يوجد كثير من الخيارات في التعاطي مع الفيروس القاتل، « فالأمر متروك للناس »، كما أكدت هذه الممرضة، التي قالت إنها مصممة، مثل جميع زملائها في العمل، على القيام بواجبهم على الوجه الأكمل، إلا إذا حدث مكروه من قبيل الوقوع ضحية الإصابة.
وأكدت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه يتعين مواجهة هذا الواقع، من خلال تحمل كل شخص لمسؤوليته الفردية، من أجل كسر هذه السلسلة من الانتشار.
ولفتت إلى أن هذه المعركة ضد الموت قد تطول إذا لم يع الناس خطورة الفيروس ويتخذوا الخطوات اللازمة لكسر شوكته.
الناحية النفسية
فمن الناحية النفسية، كما قالت هذه الممرضة « نحن مستعدون لهذه المعركة »، لكن كل شيء يتوقف على استمرار التعبئة والسلامة الصحية لأصحاب البدلات البيضاء، أو « المقاتلين » الذين يوجدون في الخطوط الأمامية ضمن الحرب المفتوحة ضد هذا العدو غير المرئي، الذي يبحر بلا حدود خارقا قارات الأرض.
واستحضرت في هذا السياق مثال البلدان القريبة من جنوب البحر الأبيض المتوسط، والتي تم « استيراد » منها، معظم الحالات المصابة في المغرب، خاصة إيطاليا التي وصلت إلى رقم قياسي من الوفيات المرتبطة بفيروس كورونا (أكثر من 4800) متجاوزة بذلك الصين.
وحسب أحد زملاء هذه الممرضة، فإن « مناشدة الحس المدني بالنسبة إلى كل شخص يعد أمرا أساسيا وحيويا، إلى جانب عدم التساهل مع عدم احترام مختلف التوجيهات ذات الطابع الصحي من أجل وقف انتشار الفيروس ».
وشدد على ضرورة فعل أي شيء، وبأي ثمن من أجل كسر المنحنى التصاعدي للوباء ومنعه من الانتشار.
نداء الطاقم الطبي
وفي ظل حالة الطوارئ الصحية التي دخلت حيز التنفيذ قبل أيام، والتي تشمل الحد من تنقلات الأشخاص إلا في حالات الضرورة، فقد وجه الطاقم الطبي بهذه المستشفى نداء بشأن عدم تجاهل الناس لمختلف التوجيهات، مع البقاء في المنازل، وكذا التفكير في أصحاب البدلات البيضاء الذين يوجدون في جبهة الكفاح ضد الوباء.
الانضباط والصرامة
وفي الاتجاه ذاته، شدد عنصر آخر من عناصر الطاقم الطبي في المستشفى، على أن الانضباط والصرامة من أجل السيطرة على الوباء أمران لا مفر منهما، خاصة وأن لا أحد في مأمن من الإصابة بفيروس كرونا المستجد.
بعد تغلبهم على كورونا.. طاقم طبي في مراكش يودع متعافين جدد بالورود والهدايا
أميمة لبيض
غادر سائح فرنسي، كان أول من تبينت إصابته بفيروس كورونا المستجد في مدينة مراكش، اليوم الأربعاء (1 أبريل)، المستشفى.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو توثق للحظة خروج السائح الفرنسي رفقة زوجته ومولودهما، من المستشفى، بعد أن تماثلوا للشفاء.
وبالورود والهدايا، ودع الطاقم الطبي الذي يسهر على علاج مرضى كورونا، العائلة الصغيرة بعد تغلب أفرادها على الفيروس.
وبلغ إجمالي عدد حالات الشفاء في المغرب، من كورونا، إلى حدود الساعة 26 حالة، في حين وصل عدد الوفيات إلى 37 حالة.