الرحم المنفصل.. معناه ومخاطره وتأثيره على المرأة الحامل
تمر المرأة الحامل بالعديد من المشكلات والمخاطر الصحية أيضاً، منها ما هو ظاهر مثل القيء والغثيان وألم أسفل الظهر أو ارتفاع ضغط الدم، أو مشكلة الإمساك، أو غير ذلك من المشكلات، ومنها ما هو خفي -غير ظاهر- لا تشعر به الحامل في أثناء الحمل أو الولادة، مثل مشكلة الرحم المنفصل أو الرحم المحجوز، أو الحاجز الرحمي أو الرحم ذو القرنين.
1- الرحم المنفصل
هو تشوُّه خلقي تُولد به المرأة، يتمثَّل بوجود جدار من الأنسجة الليفية في منتصف الرحم، يمتد عمودياً من أعلى إلى أسفل الرحم، ويفصل الرحم إلى تجويفين.
4 بالمائة من المصابات بالإجهاض يعانين من انفصال الرحم، وقد لا يدركن أنَّهن يعانين من هذه الحالة أثناء الحمل والولادة، و يمر الأمر بشكل طبيعي ما لم يكن له تأثير في الحمل.
علمياً المرأة التي تعاني من الرحم المنفصل، لديها رحم طبيعي الشكل مع وجود جدار من الأنسجة يفصل الرحم إلى تجويفين.
لذلك فالرحم المنفصل لا يحتاج إلى علاج، ما لم يكن هناك فقدان متكرر للحمل، وفي حالات أخرى، يكون التدخل الجراحي لإزالة هذا الحاجز.
2- هل يمنع الرحم المنفصل الحمل؟
بشكل عام الرحم المنفصل لا يقلل من قدرة المرأة على الإنجاب؛ فاحتمال حدوث الحمل وارد، إلا أنَّه يزيد من فرص الإجهاض بشكل كبير.
المعتاد أن معدل حدوث الإجهاض بين النساء الحوامل يُقدر بما بين 10-20%، بينما ترتفع النسبة إلى 25%، وقد تصل إلى 40% بين النساء اللواتي يعانين من الرحم المنفصل.
ويرجع السبب في ذلك إلى طبيعة الحاجز الرحمي، المكوَّن من نسيج ليفي غير مزوَّد بالأوعية الدموية، التي تغذي الجنين وتساعده على النمو، لذا فإن عملية انغراس البويضة تفقد فرصتها في النمو.
غالبية حالات الإجهاض تحدث خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، بينما النساء الحوامل اللواتي يعانين من الحاجز الرحمي يواجهن الإجهاض في الثلث الثاني من الحمل.
وإذا استمر الحمل ولم تجهض الحامل، فهناك مخاطر تتمثل في: الولادة المبكرة، أو الحاجة إلى الولادة القيصرية، إضافة إلى جلسة الجنين المقعدية، فتكون رأسه أعلى ومؤخرته إلى الأسفل.
3- علامات تشير إلى معاناتك من رحم مفصول
عادة لا يسبب الرحم المنفصل أي أعراض واضحة، وقد لا تعرف الحامل أنها مصابة به.
لكن بعض الأشخاص الذين يعانون من الرحم المنفصل قد يتعرضون إلى فترات مؤلمة أو آلام أسفل البطن.
أما العلامة الرئيسية للرحم المنفصل فهي الإجهاض المتكرر، فإذا كان الحاجز في مكانه وزُرع فيه الجنين، وعندما يصل إلى حجم معين، فإن المساحة الصغيرة قد تمنعه من النمو والتطور.
يبلغ معدل الإجهاض لدى المصابات بالرحم المنفصل نحو 35٪، وهي نسبة أعلى من معدل الإجهاض العام .
4-كيفية اكتشاف الرحم المنفصل
غالباً ما يُكتشف أمر الرحم المنفصل بعد تعرُّض المرأة لإجهاض متكرر، حالة قيامها ببعض الفحوصات والصور، مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
وقد يتطلَّب التشخيص النهائي، تصوير الرحم وقناتي فالوب بالأشعة السينية، أو إجراء التنظير الرحمي؛ بهدف التشخيص الصحيح للحالة والقدرة على التمييز بينه وبين الرحم ذو القرنين.
5- علاج الرحم المنفصل وإزالة الحاجز الرحمي
تُعتبر الجراحة الطريقة الوحيدة لعلاج الرحم المنفصل وإزالة الحاجز الرحمي، ويتم ذلك بإجراء جراحي بسيط يُعرف باسم رأب الرحم بالمنظار.
خلال عملية رأب الرحم بالمنظار، يقوم الطبيب بتمرير أدوات أخرى مع المنظار عبر عنق الرحم لقطع وإزالة الحاجز الرحمي.
وتتم في العيادات الخارجية، وتستغرق نحو الساعة، وتكون المرأة بعدها قادرة على العودة إلى المنزل في يوم الإجراء نفسه.
إزالة الحاجز الرحمي يساعد في تحسين فرص نجاح الحمل لدى النساء اللواتي يعانين من الإجهاض المتكرر، ما بين 50-80% .