الصدمات النفسية وطرق التصدي لها.. نصائح مهمة على لسان عالم
تحدّث عالم الأحياء العصبية الأمريكي، غيرهارد روث، عن العوامل التي تؤثر في مرونة النفس اللازمة لمواجهة الصدمات، خاصة أن هناك من يخرج من الأزمات بسهولة بينما يعاني البعض الآخر صعوبة في الخروج من الصدمات النفسية التي تواجهه في حياته.
هشاشة نفسية
وقال روث في حوار مع مجلة « فوكوس » الألمانية، إن اختبارات الدم واللّعاب تقدّم دليلاً على مدى قدرة الشخص على مقاومة الأزمات، لافتاً إلى أن الإغلاق والحجر الصحي بسبب جائحة كورونا، وما صاحبها من أزمات اقتصادية واجتماعية لا حصر لها، كشفت أن الكثير من الأفراد غير قادرين على مواجهة الصدمات، وأن ثباتهم النفسي يكاد يكون منعدماً.
وسجلت تقارير طبية عالمية تعرّض عدد كبير من الأشخاص لاضطرابات مثل الاكتئاب والأرق، ناهيك عن التوتر الدائم والغضب، وهو ما دفعهم للبحث عن السبب أو سر هشاشة الإنسان نفسياً.
وبحسب روث فإن مسألة ما إذا كان شخص ما مرناً مع الأزمات مثل كورونا أو المشاكل المالية أو العاطفية أو الأزمات الحياتية، إنما ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالسنوات الأولى من حياته والوقت الذي سبقه.
المرونة النفسية
وأضاف: « أساسيات المرونة، وتحديداً المرونة النفسية، تتأثر إلى حد كبير قبل الولادة بجيناتنا وعوامل التحكم في هذه الجينات، أو ما يُسمى epigens. فتلعب تأثيرات دماغ الأم الحامل على دماغ الطفل الذي لم يولد بعد، تماماً كما تفعل تجارب التعلق المبكرة مع الوالدين أو الشخصيات الأخرى المرتبطة، مثل الأجداد أو العمّات أو الأعمام أو الأشقاء الأكبر سنّاً أو أعضاء الحضانة ».
وينصح روث الأهل الذين لديهم طفل صغير يعاني من مزاج صعب ويتمتع بالتالي بالقليل من المرونة النفسية، باتخاذ تدابير خاصة تحت إشراف طبيب أطفال أو معالِج نفسي للأطفال الصغار لتغيير هذا السلوك، وهو ما قد يساعده في التخلص من المزاج الصعب في سنّ مبكرة، ولا يعاني بعدها كبالغ من اضطرابات القلق والاكتئاب والرهاب وغيرها من المشاكل النفسية.
زيادة المرونة النفسية
وعن طرق وأنواع العلاجات المتوافرة لزيادة المرونة النفسية، يقول روث: « يمكن تقوية الموارد النفسية الموجودة لدى الأشخاص الذين لا يثقون في قوّتهم. أي يتم توجيههم لتقليل المخاوف من بعض التحديات، خاصة الخوف من الفشل، من خلال مقارنة هذه المخاوف بشكل منهجي مع التجارب أو الأفكار الإيجابية ».