القصة مرعبة والمشاهد قاسية!!.. لماذا هذا النجاح الكبير لسلسلة أشهر القتلة المتسلسلين « جيف دامر » على نيتفليكس؟

شاركي:

حققق مسلسل جيفري دامر على منصة نيتفلكس، منذ إنطلاق عرض أولى حلقاته نسب مشاهدة عالية عالميًا اقتربت من الـ 200 مليون مشاهدة بالرغم من قساوة القصة والمشاهد في المسلسل.

واحتل المسلسل المكون من 10 حلقا، صدارة الأعمال الأكثر مشاهدة في مجموعة من الدول الأجنبية والعربية.

قصة المسلسل

تدور أحداث المسلسل حول القاتل المتسلسل الأمريكي الحقيقي جيفري دامر، صاحب أشهر قضايا الجرائم في التاريخ، ويتناول المسلسل تفاصيل حياة القاتل بتفاصيلها المرعبة منذ الطفولة حتى مقتله على يد أحد السجناء.

تفاعل كبير مع السلسلة

ورغم قساوة المشاهد والأحداث المرعبة للقصة، تفاعل الملايين على منصة نيتفليكس مع أحداث المسلسل وتم تداول مقاطع فيديو من الحلقات، كما أبحت الأكثر مشاهدة في مجموعة من الدول.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أبدى كثيرون إعجابهم بالمسلسل، وجاء في أحد التدوينات: « مسلسل سوسيولوجي بامتياز ».

وجاء في أخرى: « نتفليكس ما خلاتش شي حاجة للصدفة فهاد المسلسل لدرجة بطل المسلسل و الشخصيات كيشبهو للمجرم/الضحايا الحقيقيين ب درجة كبيرة.. هادشي غ يخليك تعيش مع القصة أكثر، خاصة أنها قصة حقيقية و معروفة للمجرم جيف دامر للي مكانش غير كيقتل.. وصلات به للقتل وأكل أطراف من جثت الضحايا للي كانو الغالبية من الس’ود المث*ليين آنذاك..الجميل المخرج ب ديك الطريقة ديال تسلسل الأحداث للي عتامد، محاولش يحبب لينا المجرم أو يخليك تتعاطف معاه كحال أغلب القصص للي تناولو حياة القتلة المتسلسلين..هاد المسلسلات للعبرة في طريقة تعاملنا مع أطفالنا، و هنا أتوقف خاصة فاللقطة « ملي گالس مع الأب ديالو ف المطعم وبغا يعاود ليه على الهواجس للي كيجيوه والأب قلب الهضرة للفلوس باش يسجلو ف الكلية ».

وتابع صاحب التدوينة: « الأداء الاحترافي ونتا عارف القصة واقعية ايخليك تعيش مع المسلسل أكثر و تغوص ف حياة و طفولة المجرم للي القصة ديالو دارت ضجة آنذاك.. هاد النوعية من المسلسلات كيطرحو سؤال واش المجرم كيتزاد مجرم ولا المجتمع للي كيحولو لديك الطبيعة..؟ و كيخلي ليك حرية الجواب.. صورة إعلان المسلسل و معها صور حقيقية لجيف في الواقع ».

من يكون جيفري دامر؟

هو معروف باسم وحش ميلواكي أو آكل لحوم بشر ميلواكي، وهي أكبر مدن ولاية ويسكنسن الأمريكية، التي نشأ بها جيفري والمعروف أنه قام بقتل وتقطيع 17 شخص بين عامي 1978 و1991.

جيفري ولد عام 1960، في ميلواكي، وجاء من وسط عائلي غير مستقر، حيث كانت تعاني والدته من الاكتئاب كما حاولت الانتحار مرار، وكان والده دائما بعيدا وانفصل والديه عندما كان عمره 18 عامًا.

ومنذ الطفولة كانت اهتمامات جيفري غريبة حيث كان مهتمًا بالحيوانات النافقة، ويجمع هياكلها ويحفظها.

مجتمع لا يقبل المثليين

بعد انفصال والديه، بقي دامر وحيداً مع خيالاته ورغباته، فهو مثلي الجنس، في مجتمع يرفض المثليين ويوصمهم وينعتهم بأقذر الكلمات.

وكل ما كان يريده دامر أن يجد لنفسه رفيقاً، لكنه كان دائما ما يجد الرفض بسبب غرابة أطواره.

أول جريمة..

ارتكب جيفري أول جريمة قتل له بعد أسابيع من تخرجه في المدرسة الثانوية في عام 1978، حيث دعا زميله ستيفن مارك هيكس البالغ من العمر 18 عامًا إلى منزله لشرب الكحول، قبل أن ينهال عليه ضربًا ويخنقه حتى الموت، تم يشرح جثته ويدفن بقاياها في فناء منزله.

استمرار الجرائم

استمر دامر في جرائم القتل في التسعينيات، وعلى الرغم من أنه تم اعتقاله عدة مرات في حياته، لم تكتشف السلطات أنشطته القاتلة إلا عندما هرب أحد ضحاياه في عام 1991.

وفي يوم مداهمة الشرطة لمنزله تم العثور على أشلاء ورؤوس مقطوعة في الثلاجة، وتم سجنه مدى الحياة.

غضب عائلات ضحايا دامر

وبالرغم من النجاح الكبير الذي حققه المسلسل ونسب المشاهدات العالية، إلا أن أهالي مجموعة من ضحايا دامر عبروا عن صدمتهم واستيائهم من إعادة سرد تفاصيل القصة المرعبة.

وكشفت عائلات بعض الضحايا بأن منصة نيتفليكس لم تتواصل معها بخصوص عرض المسلسل، حيث العديد من مهم وجود شخصيات تجسدهم في العمل دون أخذ اذنهم مسبقًا.

وصرّح أحد أقرباء ضحايا القاتل جيفري دامر بأن العرض تسبب لهم بالصدمة.

وقال: « أنا لا أجبر أي شخص ماذا يشاهد، ولكن اذا كنت مهتّم حقاً بضحايا السفّاح جيفري دامر، فإن عائلتي أصابتهم الصدمة مرات عديدة وهي غاضبة جداً من هذا العرض، فلماذا كل هذا العدد الهائل من الأفلام والبرامج الوثائيقية حول الموضوع؟ ».

وتابعت إحدى شقيقات ضحايا دامر: « لقد صدمت عندما رأيتُ نفسي موجودة في المسلسل، فمنصة نيتفليكس لم تتواصل معي بشان العرض ابداً، لقد أعاد لي العرض كل المشاعر التي شعرت بها في ذلك الوقت وكأنني استرجعتها من جديد ».

لماذا نشاهد أفلام ومسلسلات الرعب؟

يرى الروائي الأميركي المتخصص بأدب الرعب، ستيفن كينج، أن أفلام الرعب تعمل على « نزع فتيل » المشاعر السلبية والعدوانية لدى البشر في نطاق مخصص يساعد على حفظ التوازن النفسي المجتمعي، وفق ما أورده موقع الجزيرة.

ويقول: « كلنا لدينا مخاوف ونزعات انتحاريّة ورغبات جنسيّة، أفلام الرعب تحقق شيئا من هذه الرغبات وبالتالي تقلل من قدرتها الفيزيائيّة على التحقق ».

إثارة أكبر

أصبحت أفلام الرعب أكثر تنوعا وعنفا وتعتمد على تعذيب الضحية تماما كما في سلسلة أفلام سو (Saw)، فالشيء الذي أُعتبر مخيفا فيما مضى صار عاديا اليوم، ولذلك يسعى الجمهور للتطرّف في خياراته من أجل تحقيق معدّل إثارة أعلى توفرها له تلك الأفلام التي تتجاوز حدود ما هو متعارف عليه، والهدف هو « كسر الملل » على حد تعبير زوكرمان، وتخطّي بؤرة التعوّد وهكذا يستمر السقف بالعلو يوما بعد آخر.

وتخول لنا أفلام الرعب خوض مواجهة مستمرة مع مخاوفنا دون عناء البحث عن طريق عودةٍ آمن، أي المشاهدة وفق شروط بيئية « سليمة نسبياً.

مواضيع ذات صلة

لديك أفكار فيديوات ومقالات أخرى ؟ إبعتي لنا اقتراحاتك و أفكارك