بروفيسور يحذر: المغرب يشهد مؤشرات مقلقة عن بداية موجة ثانية لجائحة كورونا
قال البروفسور محمد البياز إن المغرب يشهد مؤشرات مقلقة عن بداية موجة ثانية لجائحة كورونا، محذرا من تدهور الوضع الصحي في البلاد بسببها.
وفي مقابلة مع وكالة « الأناضول »، حذر البياز، وهو أخصائي طب الجهاز التنفسي في المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني، من تدهور الوضع الصحي بسبب كورونا، خاصة في فصل الخريف.
ودعا البياز إلى تعزيز إجراءات الحجر الصحي الجزئي وتوسيع دائرة الكشوفات للتمييز بين “كوفيد-19” والنزلة الموسمية (الإنلفوانزا).
تطور غير مسبوق للوضع الوبائي
ويشهد المغرب منذ أيام، ارتفاعا ملحوظا في إصابات فيروس كورونا، حيث بات يسجل حصيلة يومية تفوق الألفين، بعد أن كان يسجل معدل يفوق ألف إصابة يوميا.
وتعد حصيلة الإصابات اليومية خلال الفترة الماضية، تطورا غير مسبوق للوضع الوبائي بالمغرب، منذ تسجيل أول إصابة في 2 مارس الماضي.
ومنذ 24 يونيو الماضي، قررت السلطات المغربية تخفيف إجراءات الحجر الصحي في مختلف المناطق، باستثناء الأقاليم التي تشهد ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات.
ووفق آخر حصيلة، أمس الاثنين، بلغت إصابات كورونا في المغرب أكثر من 199.745، منها 3.373 وفاة، و165.922 حالة تعاف.
موجة ثانية
وتعليقا على ارتفاع عدد الإصابات، قال البروفسور إن “المغرب يشهد مؤخرا وكباقي بلدان العالم مؤشرات مقلقة عن بداية موجة ثانية لجائحة كورونا”.
وأوضح أن “المؤشر الوبائي الذي يبقى أكثر دلالة مع استقرار عدد الكشوفات اليومية، هو المعدل الأسبوعي للحالات المؤكدة الذي انتقل من حوالي ألفي حالة يوميا منذ غشت إلى حوالي ألفي حالة يوميا في شتنبر، متجاوزا خلال أسبوع واحد ثلاثة آلاف حالة يوميا، مع اختلافات حسب جهات المملكة”.
وأضاف: “هذا المنحى الوبائي يدخل في إطار المنحى الوبائي العالمي الذي يدل على بداية ظهور موجة ثانية خاصة بأوروبا”.
وأردف: “العودة إلى الحياة المعتادة للساكن كان لها التأثير الأكبر على ارتفاع معدل الإصابات، خاصة في المدن الكبرى، كما زاد في تفاقم الوضع الدخول المدرسي والميل إلى تخفيف الإجراءات الاحترازية سواء من طرف المواطنين أو من طرف السلطات”.
واستطرد: “قد تستمر الحالة الوبائية في التدهور خاصة في فصل الخريف”.
وفي 7 شتنبر الماضي، انطلق الموسم الدراسي في المغرب بتطبيق التعليم الحضوري والتعليم عن بعد حسب اختيار أولياء التلاميذ، فيما تعمد السلطات إلى إغلاق مؤسسات تعليمية وفرض التعليم عن بعد، كلما ارتفع معدل الإصابات في المنطقة المتواجدة على ترابها.
وتفنيدا للإجراءات الصحية، اعتمدت وزارة التربية الوطنية نظام التفويج، لضمان أعداد محدودة للتلاميذ داخل الفصل الدراسي، مع إلزامية وضع الكمامة والتباعد الاجتماعي.
الحالات الحرجة والوفيات
ورأى البروفسور المغربي أن “المؤشر الأكثر دلالة على إمكانية التأثير على المنظومة الصحية هو تضاعف عدد الحالات الحرجة، مع ارتفاع عدد الوفيات اليومي”.
ومنذ أسابيع يتجاوز المغرب سقف الثلاثين وفاة يوميا وأحيانا الأربعين وفاة يوميا، وتشكل نسبة الفتك (عدد الوفيات من الإصابات) 1.71 في المائة.
وخلص البياز إلى أن “الأرقام المقلقة مرشحة للارتفاع مع تفشي الوباء”.
إجراءات المواجهة
وبخصوص مواجهة الموجة الثانية من الفيروس، قال البياز: “لابد من تعزيز إجراءات الحجر الصحي الجزئي التي بدأت في بعض المدن الكبرى، وأيضا توسيع دائرة الكشوفات للتمييز بين كوفيد-19 والنزلة الموسمية (الإنلفوانزا)”.
وأضاف: “أيضا لابد من المراقبة الصارمة الاحترازية في التجمعات المهنية والمدارس، بهدف تجنيب نقل العدوى للفئات الهشة، خاصة المسنة منها”.
وتابع: “كما يجب إعادة تهييء المصالح الاستشفائية المخصصة لكوفيد-19 وبالأخص تجهيزها بالأوكسجين للاستقبال المبكر للحالة شبه الحرجة لتجنيبها الوصول للعناية المركزة”.
واستطرد: “ومن شأن تعميم المراكز الصحية الفرعية المخصصة لكوفيد -19 أن يكون لها دور في التحري المبكر عن حالات الإصابة البينية وشبه الحرجة لتوجيهيها للاستشفاء المبكر”.
وختم: “إن هذه الإجراءات كفيلة بإذن الله بتجنب المغرب انهيار المنظومة الصحية، وأيضا عدم العودة إلى الحجر الصحي الشامل”.