بعد التأهل التاريخي للمونديال.. أسرار تألق لبؤات الأطلس
يمر المنتخب الوطني النسوي لكرة القدم، في الفترة الحالية من محطة تاريخية كبيرة، توجت يوم أمس الأربعاء (12 يوليوز)، بتأهل غير مسبوق على المستوى العربي إلى نهائيات كأس العالم، والوصول إلى المربع الذهبي في كأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا في المغرب.
التشكيلة وروح الفريق
منذ حوالي 4 سنوات والمنتخب الوطني النسوي يقف على مجموعة قوامها عدد من لاعبات فريق الجيش الملكي بطل البطولة الوطنية الاحترافية، واللواتي يلعبن في مجموعة واحدة منذ سنوات، ما خلق انسجاما كبيرا داخل عرين لبؤات الأطلس.
من جهة أخرى، تملك لاعبات المنتخب الوطني روح فريق قوية، ويفضلن العمل الجماعي والألقاب الجماعية عن الفردية، وهو ما يظهر في تصريحاتهن وخلال احتفالهن بالأهداف.
التعزيز بالمحترفات وأهمية المشروع استطاعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إقناع مجموعة من اللاعبات المحترفات بتمثيل المنتخب الوطني، واللواتي لعبن سابقا في منتخبات أوروبية، قبل أن يتم استدعاؤهن من طرف المسؤولين عن الكرة الوطنية. وتمكنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من إقناع اللاعبات بأهمية المشروع، ودخول تاريخ الكرة الإفريقية والعالمية من أوسع الأبواب.
الواقعية والثقة بالنفس
“منتخب إسبانيا قوي ولاعباته يمارسن في دوري أبطال أوروبا” هكذا فسرت حارسة المنتخب الوطني خديجة رميشي خسارت اللبؤات ضد إسبانيا وديا برباعية شهر أكتوبر من السنة الماضية، وهو مؤشر على أن لاعبات المنتخب النسوي يتعاملن بواقعية كبيرة، ويعرفن أن أمامهن عملا كبيرا للوصول إلى مستوى المنتخبات العالمية.
على صعيد آخر، تواجه زميلات غزلان الشباك جميع الخصوم بندية كبيرة وثقة بالنفس، مكنتهن من الفوز في 4 مباريات متتالية في كأس الأمم الإفريقية الحالية.
اهتمام الجامعة وجودة التحضير
ولعل من أهم أسباب نجاح المنتخب النسوي، الاهتمام الكبير الذي وضعته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وهو ما كان قد أكده فوزي لقجع رئيس الجامعة، في ندوة صحافية سنة 2019، حين قال بالحرف “إذا كان هناك قطاع في كرة القدم الوطنية الذي لم ينل حقه، فهي الكرة النسوية وسنعمل عليها منذ الآن”.
ومنذ ذلك التصريح عملت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على تغيير جذري في قطاع الكرة النسوية، كان أولها التعاقد مع المدرب الفرنسي رينالد بيدروس، والذي نجح في إيجاد توليفة قوية في المنتخب الوطني.
في سياق متصل، وفرت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم جميع السبل الممكنة للإقلاع بالكرة النسوية من بينها معسكرات في البلدان الأوروبية ومواجهة منتخبات كبيرة.
الإعلام والدعم الجماهيري
ساهم الاهتمام الإعلامي بالكرة النسوية في رفع المستوى، حيث صار للمنتخب الوطني ولاعباته اهتمام يوازي الاهتمام بكرة القدم الخاصة بالذكور، وشرعت عدة مواقع إخبارية في مرافقة المنتخب الوطني النسوي وتغطية أهم أخباره.
وعلى نفس المنوال، بدأت جماهير كرة القدم تتابع المنتخب النسوي بشغف، بل تحضر ملاعب كرة القدم لمشاهدة المباريات، وهو ما انعكس على المدرجات التي كانت ممتلئة خلال مباريات لبؤات الأطلس في الكان الحالي.