بعد الدخول المدرسي.. التحرش الجنسي يعود إلى الواجهة
لا يزال التحرش الجنسي في المدارس المغربية يشكل ظاهرة مرعبة، حيث يتعرض الكثير من الطالبات للتحرش من قبل المدرسين، ويعرف التحرش في المدرسة بأنه سلوك غير مرغوب قائم على توجيه الإساءة والاستغلال والتخويف والتحكم البدني أو النفسي بالقوة، وله أشكال متعددة « لفظي، بدني، مكتوب، مرسوم وصور أو أفلام »، ويكون موجها لطالب أو مجموعة من الطلاب في المدرسة.
عندما نتحدث عن التحرش الجنسي نتذكر الكثير من القصص التي أدت بالأساتذة من مقترفيها إلى الزج بهم في السجون جزاء الأفعال الشنيعة التي مارسوها في حق تلميذات وطالبات، منهن من فضحت المستور، أما غيرهن ففضلت عدم البوح.
الجانب النفسي من الظاهرة:
الخروج عن النطاق الآمن
التحرش الجنسي سواء في المدرسة أو في المجتمع يعد من أخطر الجرائم التي انتشرت في الأوان الأخيرة، تؤكد الأخصائية النفسية، سكينة العزيري، أن التحرش الجنسي في المدارس ناتج عن اضطراب نفسي يعاني منه الأستاذ المتحرش، وأنه مصدر المشكل لا الضحية، بالإضافة إلى أنه يتمتع برغبات جنسية معكوسة.
المراقبة
وتضيف سكينة العزيري أنه يجب مراقبة تصرفات أطفالنا، في حال حدوث أي تغير مفاجئ في التصرفات كالخوف من الذهاب إلى مكان معين كان يتردد عليه بدون سبب واضح، أو الخوف من شخص مألوف كالأستاذ، أو عدم الانفتاح عن العالم الخارجي، يجب الوقوف عند هده النقطة والحرص على التحدث مع الطفل وإقناعه بالبوح.
أهمية حسن التصرف
وفي نفس السياق، تقول سكينة إنه عند اكتشاف تغيرات في سلوك الطفل يجب على الأم أو الأب أن يكونان مصدر أمان، وأن يسألانه بدون أي ترهيب، لأن الطفل عندما يخاف يتوقف عن الكلام والبوح بالمعلومات، وعليهما ألا يوجهان له الانتقاد أو اللوم.
التوعية اللازمة
وتخبرنا الأخصائية النفسية أنه يجب التوعية اللازمة وتعليم الطفل عن كيفية حماية نفسه هو أمر في غاية الأهمية، ابتداء من حدود الجسد إلى الفرق بين اللمسة الآمنة والمخيفة.
وفي هذا الصدد، أودع قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، أمس الخميس، أستاذا يعمل بمؤسسة للتعليم الخصوصي، السجن المحلي بعين السبع، يشتبه في تورطه في اغتصاب العديد من التلميذات.
وجاء اعتقال الأستاذ عقب الاشتباه في تورطه في اغتصاب العديد من التلميذات وافتضاض بكارتهن بعد استدراجهن إلى شقة مفروشة.
وتفجرت في الآونة الأخيرة ملفات تحرش جنسي في بعض الجامعات، أبرزها قضية التحرش الجنسي بالطالبات في كلية الحقوق بسطات. وأسفر التحقيق في هذه القضية عن متابعة خمسة أساتذة.
وفي مدينة وجدة، تفجرت قضية مماثلة في المدرسة الوطنية للتجارة والتدبير أسفرت لحد الآن عن توقيفات وإعفاءات.
وتفجرت قضية تحرش أخرى في مدرسة فهد العليا للترجمة بمدينة طنجة.
وقررت عدد من الجامعات إحداث لجن يقظة وإطلاق رقم أخضر لتلقي الشكايات.
نهيلة رضوان