تقطير »الزهر ».. عادة متوارثة يحييها فاعلون جمعويون في بوقنادل
يعتبر تقطير الزهر عادة قديمة في المدن العتيقة المغربية، حيث تحرص النساء المغربيات فيها على تقطير الزهور، في منازلهن بطريقة تقليدية ووفق طقوس أصيلة، بالتزامن مع دخول فصل الربيع.
وفي فعالية سنوية تروم لإحياء هذا الموروث الثقافي، تنظم جمعية أصدقاء الحدائق العجيبة لفي وقنادل، بتعاون مع مؤسسة محمد السادس للبيئة، ورشات مؤطرة لتقطير الورود وفق الطريقة التقليدية.
وقال عبد العاطي لحلو، أستاذ الأنثروبولوجيا وعضو مؤسس لجمعية أصدقاء الحدائق العجيبة لبوقنادل، في تصريح لموقع « لالة بلوس »، إن « تقطير الزهر حدث سنوي تحافظ عليه الجمعية منذ سنوات، الهدف منه حماية موقع الحدائق »، لافتا إلى أن « الجمعية تمكنت من تسجيله على لائحة الثراث العالمي لليونسكو ».
وأضاف لحلو إن المغاربة أخذوا هذا التقليد من الأندلسيين، حيث ونقل الموريسكيون هذه الممارسة معهم إلى المدن التي استقروا بها مثل الرباط وسلا ومكناس وفاس وتطوان ومراكش، وغيرها من المدن العتيقة.
وأوضح لحلو، أن « الجمعية عملت على خطة للحفاظ على الحدائق بعد هذا التسجيل سنة 2003 بشراكة مع مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة حيث قامت بعمل جبار لتأهيل هذه الحدائق التي كانت في وضعية سيئة ».
وأبرز المتحدث ذاته، أنه « يتم تقديم دروس مجانية في التقطير التقليدي وورشات للرسم، كما تدأب الجمعية على تنظيم مسابقة لأفضل الصور الملتقطة في الحدائق » مؤكدا « ضرورة إقتسام هذا الموروث مع الأجيال الشابة لحماية هذا الثراث المغربي من الإنقراض » .
و تعد عملية تقطير الزهر والورد من العادات التي تقاوم الزوال بالمدن المغربية العتيقة، حيث تعد جمعية أصدقاء الحدائق العجيبة لبوقنادل، من الجمعيات التي تحاول الحفاظ على هذا الموروث الثقافي والتراث اللامادي بإحيائه كل سنة كلما حل فصل الربيع.