توقعات مقلقة عن المغرب.. حجر شامل في نونبر ووفيات تصل إلى 1000 وفاة يوميا
كشف المعهد الأمريكي للقياسات وتقييم السياسات الصحية (IHME)، التابع لجامعة واشنطن، عن توقعات مقلقة بشأن تطور انتشار وباء کورونا في المغرب، مرجحا إمكانية العودة إلى الحجر الصحي الشامل في المملكة، بداية نونبر المقبل.
وقالت صحيفة « الصباح »، التي أوردت الخبر، في عددها الصادر اليوم الجمعة (11 شتنبر)، أن دراسة نشرت، بحر الأسبوع الجاري، على الموقع الرسمي للمعهد، أظهرت بداية منحى تفاقم مقلق للوضع الصحي في المغرب، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وإمكانية استمراره إلى الربع الأول من 2021.
هذه الدراسة، حسب المصدر ذاته، استندت على خمسة مؤشرات، هي إجمالي الوفيات والحصيلة اليومية واختبارات الفحص والقدرة الاستيعابية للمستشفيات، وكذلك مستوی الامتثال للتدابير الوقائية، خاصة فيما يتعلق بالتباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة، محذرة من قلة احترام الإجراءات من قبل السكان.
سيناريو مروع
ولم يستبعد المعهد الأمريكي للقياسات وتقييم السياسات الصحية وقوع سيناريو مروع، يتمثل في انفجار عدد الوفيات على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة، متوقعا أن يسجل المغرب أرقاما كبيرة في عدد الوفيات اليومية، يمكن أن تصل إلى عتبة الألف نهاية دجنبر، لتبدأ في الانخفاض مع بداية يناير، وأن استمرار مسلسل عدم الامتثال لتدابير الحماية الصحية يمكن أن يوصل الحصيلة الإجمالية إلى 300 ألف، بداية من فاتح دجنبر.
نقص المعدات الطبية والبنية التحتية
وذكر المصدر ذاته أنه لمواجهة الخطر الداهم، شددت الدراسة على ضرورة توفير المغرب 37843 سريرا، بما في ذلك 8000 سرير إنعاش مزود بـ6700 جهاز تنفس، في حين لا يتوفر منها حاليا إلا على 10721 سريرا، منها 660 للإنعاش.
وشكك المعهد الأمريكي في أرقام السلطات الصحية المغربية، في إشارة إلى إعلان وجود « 20 ألف سرير، منها 1200 للعناية المركزة، والتي يعتبرها إن صحت لا تمنع من رسم صورة قاتمة عن الافتقار إلى المعدات الطبية والبنية التحتية ».
محدودية الالتزام بالتدابير الاحترازية
ونبه المعهد، عبر دراسته، إلى محدودية الالتزام بالتدابير الاحترازية، مشيرا إلى أن نسبة الملتزمين بارتداء الكمامة يتجاوز بالكاد 53 في المائة من السكان، التي تظل أقل بكثير من النسبة المطلوبة، وهي 95 في المائة.
وتوقعت الدراسة أن يتسبب استمرار الاستهتار والفوضى في التعامل مع الإجراءات الوقائية في تفاقم الوضع، مبرزة أن معالم التحسن لن تظهر إلا في السنة المقبلة، رغم أن العد التنازلي في الوفيات والإصابات سيبدأ مستهل يناير.
وفيما يتعلق بآلية التباعد الاجتماعي والعزل الجغرافي للمناطق الموبوءة، أشارت الدراسة إلى انخفاض تنقل الأفراد بشكل حاد خلال الأشهر الثلاثة الأولى للحجر، وذلك بنسبة 73 في المائة، قبل أن تبدأ النسبة في الارتفاع تدريجيا منتصف يونيو الماضي، ما يفتح الباب حسب المعهد الأمريكي للقياسات وتقييم السياسات الصحية أمام إلزامية تنفيذ حجر شامل جديد لتجنب الأرقام الكارثية المعلن عنها، من قبل الدراسة المذكورة.