خبير نفسي: « روتيني التحديات » نوع جديد من السعاية… وهو امتداد لـ »روتيني اليومي »
وضع رضا محاسني، أستاذ علم النفس في الجامعة الدولية في الدار البيضاء، فيديوهات “روتيني التحديات” التي سيطرت على المنصات الإفتراضية في الأسابيع الأخيرة، ضمن خانة السعاية والتسول، باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
شوفوني أنا بليد!
ويرى المعالج النفسي أن محترفي هذا النوع من المحتوى على اليوتيوب يتفنون في إنتاج البلادة والتفاهة دون أي مجهود لتقديم محتوى ذو إضافة، بل يركزون على وضع أنفسهم في مواقف “بايخة” بحثا عن المشاهدات والبارطاج، غير مبالين بكمية الانتقادات الكبيرة التي توجه لهم.
وأوضح أستاذ علم النفس أن ما تعرضه مجموعة يوتيوبر “روتيني التحديات” لا يتعدى كونه قصص هامشية وخيالية على غرار الشجارات والراهانات أو خطوبة، وكلها لا تمت للواقع بصلة.
السعاية الإلكترونية
وأضاف المحلل النفسي أن “روتيني التحديات” هو امتداد ل”روتيني اليومي” وباقي فيديوهات طلبات المساعدة التي اكتسحت في فترة سابقة منصة اليوتيوب، والهدف منها الحصول على المال فقط دون بذل أي مجهود يذكر، وما يؤكد ذلك -حسب المتحدث- الردائة التي تميز هذا المحتوى.
ويقول محاسني موضحا: “إذا كانوا السعاية كيجيبو الفلوس بالمرض، فصحابات روتيني اليومي كيسعاوا بمؤخراتهم، وكذلك صحاب التحديات، مستغلين البلادة ديالهم بحال شوفوني كناكل العصا أو شوفوني كنكذب عليكم”.
غياب التأطير
ورفض المختص في علم النفس أن يسمي متابعي مثل هذه المحتويات بأنهم “متناقضين” أو مصابين بعدم التوازن، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي هو غياب التأطير على جميع المستويات، انطلاقا من الأسرة ثم المدرسة والنخبة والإعلام.
وشدد محاسني على أن الصمت من طرف النخبة في المجتمع إزاء هذه المشاهد وعدم الخروج وانتقاد مثل هذه التظاهرات يساهم بشكل مباشر في تفشيها، كما ألقى باللوم على الإعلام الذي يضفي الشرعية على أبطال “روتيني تحديات” بإستضافتهم والتعامل معهم على أنهم نجوم.
وجاء في معرض حديثه: “الإعلام قادر يربي جيل كيف ربا أجيال من قبل، والناس ديال النخبة اللي ساكتة على هاد الشي وكتسنى يعرضوا عليها في القاعات المكيفة باش تهضر، راه خاص ضروري تطرق للموضوع لتصويب الذوق العام”.
محمد المبارك