خديجة القرطي.. قصة مغربية وهبت حياتها ومنزلها خدمة لنساء يعانين السرطان.

شاركي:

أن تهب بيتها وحياتها بالكامل لمريضات السرطان القادمات من مدن بعيدة كان هذا قراراها، وأن توفر لهن ما يحتجنه من ضروريات الحياة من مسكن وغذاء ووسيلة تنقل من وإلى مستشفيات الرباط مجانا كان هذا فعليا ولا زال مبادرة الحاجة خديجة القرطي التي أخذت على عاتقها مسؤولية التخفيف من معاناة مريضات السرطان على طريقتها، فبعد وفاة زوجها بسبب هذا الداء الخبيث، قررت المشاركة بما لديها من وقت وجهد وإنسانية لمساعدة من طالتهن شرارة السرطان.

موقع « لالة بلوس » بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة داء السرطان الذي يصادف الرابع من شهر فبراير من كل سنة، كانت له زيارة لجمعية « جنات » بالرباط، لإجراء حوار مصور مع الحاجة خديجة سينشر في الساعات القليلة المقبلة على القناة الرسمية للموقع على « يوتيوب »، لكنها كذلك زيارة لم تخلو من ترسيخ لقيم الإنسانية والمواطنة في أبهى تجلياتها من خلال مأوى بات يضمد جراح الكثيرات.

الحاجة خديجة عياد القرطي تحولت من مواطنة عادية في عقدها الثامن إلى أيقونة في أوساط المجتمع المغربي، وذاع صيتها على نحو خاص بين المريضات بداء السرطان وذويهن، بعد أن فتحت منزلها بحي يعقوب المنصور بالعاصمة الرباط لإيواء المصابات بالسرطان القادمات من مدن بعيدة، حيث أصبح منزلها قبلة لعشرات السيدات الباحثات عن علاج في مستشفيات المدينة.

وانتقلت الحاجة خديجة من مبادرتها الشخصية التي بدأت تنفيذها مباشرة بعد أن وصلت رحلتها مع جلسات الاستشفاء والبحث عن الدواء لزوجها المصاب بالسرطان محطتها الأخيرة خلال سنة 2009، إلى إعطاء نشاطها صبغته القانونية من خلال إشهار جمعية أطلقت عليها اسم « جنات » لتأطير وتطوير عملها الإنساني، حيث أصبحت الجمعية مع افتتاح ملحقة جديدة لها تستقبل حوالي 120 مريضة في الشهر، يتم إيوائهن لمدة أقصاها عشرين يوما، وهو ما يعادل 12 إلى 18 حالة يوميا، وأحيانا تصل إلى 25 حالة.

قصة خديجة مع هاته المبادرة كانت عبارة عن معاناة مريرة، لكنها حولت آلام الفقد ووطأة غياب الزوج والمعين إلى نجاحات إنسانية، قصة خديجة عبرة وجب استخلاصها واستلهام معانيها.

مواضيع ذات صلة

لديك أفكار فيديوات ومقالات أخرى ؟ إبعتي لنا اقتراحاتك و أفكارك