دينامو الجسم..خلل الغدة الدرقية يتسبب في مشاكل صحية
تعد الغدة الدرقية بمثابة المحرك الرئيسي للجسم، إذ تشارك في جميع العمليات الحيوية به تقريبا، ما قد يجعل أي خلل بها يتسبب بتأثير سلبي كبير على الصحة سواء كان الخلل قصورا في نشاط الغدة أو فرط نشاط.
وتقع الغدة الدرقية (طهيرويد) في الرقبة أمام القصبة الهوائية وتحتوي على خلايا خاصة تدعى الخلايا الكيسية وظيفتها إفراز هرمونات الغدة.
عندما تفرز الغدة الدرقية الكثير من هرمونها، يمكن أن يؤدي ذلك إلى فرط نشاطها، وتشمل أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية القلق والعصبية والإنفعال وزيادة التعرق وصعوبة النوم وتقشر الجلد وتقصف وتساقط الشعر وضعف العضلات، كما ان مشاكل الغدة الدرقية، لها أعراض نفسية كالقلق والاكتئاب، وجسدية كالتعب وفقدان الشهية والوزن، بالإضافة إلى تغيرات على الحيض لدى النساء (وكالة الأنباء الألمانية).
تستعرض مجلة « ريدرز دايجست » (Rياديرس ديعيست) في نسختها الأسترالية، أبرز الحقائق التي ينبغي معرفتها عن الغدة التي تتحكم بشكل مباشر أو غير مباشر في كل وظيفة بالجسم تقريبا.
تُفرز الغدة الدرقية الهرمونات المعروفة باسم « الثيروكسين » و »ثلاثي يود الثيرونين » (ط3)، والتي تستخدمها جميع خلايا الجسم، ويقول الدكتور تيري ديفيس،أخصائي امراض الغدد، إن « هذه الهرمونات ضرورية للحياة، فعندما يكون هناك فرط في نشاطها أو قصور، يمكن أن تسوء الأمور بشكل خطير.
هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها التخلص من هذه الغدة، وهناك عدد من الحالات التي تندرج ضمن فئة مرض الغدة الدرقية، لعل أهمها مرض قصور الغدة الدرقية (خمول الغدة الدرقية)، وفرط نشاط الغدة الدرقية، التهاب الدرقية هاشيموتو (مرض مناعي ذاتي يهاجم الغدة الدرقية، ويسبب قصورها)، وداء غريفز (مرض مناعي ذاتي يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية).
ويضيف الدكتور ديفيس أن « مرض الغدة الدرقية يمكن أن يتطور إلى سرطان تلك الغدة ».
يمكن أن يكشف تحليل الدم عن وجود مشاكل في الغدة الدرقية. ويقول الدكتور ديفيس إن « القيام باختبار دم حساس يسمى (الثيروتروبين) ألهرمون المنشط للغدة الدرقية، يمكن أن يشخص وظيفة الغدة الدرقية غير الطبيعية بسهولة ».
وأشار إلى أن « الثيروتروبين هو الهرمون الذي يرسله الدماغ والغدة النخامية إلى الغدة الدرقية لتحفيزها على العملن وعندما تفشل الغدة الدرقية في الإستجابة، يزداد إفراز هرمون الثيروتروبين، وعندما تعاني الغدة الدرقية من فرط النشاط، لا يحتاج الدماغ إلى إرسال منبهات، لذلك يكون إفراز هرمون الثيروتروبين منخفضا ».
إذا كانت نتائج اختبار الثيروتروبين الخاص بك غير طبيعية، فستحتاج إلى إجراء اختبار دم واحد آخر على الأقل، مثل إجراء إختبار « الثيروكسين » و »ثلاثي يود الثيرونين » أو اختبار الأجسام المضادة للغدة الدرقية، للمساعدة على معرفة سبب المشكلة.
ويبين الدكتور ديفيس أن » هناك بعض الدراسات المحدودة التي تدعم ما يسمى بحمية الغدة الدرقية »، وتشير إحدى الدراسات المنشورة في مجلة التغذية الطبية والمغذيات إلى أن المغذيات الدقيقة، على غرار اليود والسيلينيوم والزنك، تلعب دورا مهما في صحة الغدة الدرقية، ولكن الباحثين خلصوا إلى أن أفضل نصيحة للمرضى تتمثل في اتباع نظام غذائي صحي متوازن، وتلبية متطلبات اليود اليومية.
يعتبر معدن السيلينيوم بمثابة المفتاح لذلك التوازن الصحي، لأن الغدة الدرقية هي العضو الذي يحتوي على أعلى كمية منه لكل غرام من الأنسجة، وتساعد هذه المغذيات الدقيقة في حماية الجسم من الأمراض، كما أنها تدعم عملية التمثيل الغذائي لهرمونات الغدة الدرقية.
وتشمل الأطعمة الغنية بالسيلينيوم، الجوز البرازيلي وتونة الزعنفة الصفراء والهلبوت والسردين والروبيان المعلب والديك الرومي والكبد.
ويضيف الدكتور ديفيس أن « مرض الغدة الدرقية يمكن أن يتطور إلى سرطان تلك الغدة »، ومن السهل القيام بفحص الغدة الدرقية
يمكن أن يكشف تحليل الدم عن وجود مشاكل في الغدة الدرقية ويقول الدكتور ديفيس، إن « القيام باختبار دم حساس يسمى (الثيروتروبين) ألهرمون المنشط للغدة الدرقيةء يمكن أن يشخص وظيفة الغدة الدرقية غير الطبيعية بسهولة ».
ووجدت إحدى الدراسات أن هناك حاجة إلى ابتكار طرق جديدة لتجنب الإفراط في علاج الأورام بطيئة النمو والتي كانت ستظل لولا ذلك دون أعراض.
ويحاول الأطباء حاليا تجربة علاجات أقل كثافة، مما يعني أنه لن يتم إخبار كل مريض بضرورة استئصال الغدة بأكملها.
وفقا لمؤسسة الغدة الدرقية الأسترالية، فقد ارتفعت معدلات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية وغالبا ما يكون علاجها ناجحا (قد تبلغ نسبة الشفاء 95%).