رقم صادم.. امرأة أو فتاة تُقتل في كل 11 دقيقة على يد شخص من محيطها

شاركي:

كشفت دراسة حديثة أجرتها وكالتان تابعتان للأمم المتحدة، صدرت الأربعاء (23 نونبر)، أن امرأة أو فتاة تقتل في كل 11 دقيقة، على يد شخص في محيطها القريب خلال سنة 2021.

وتم تقديم هذه الدراسة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة الذي يحتفى به كل عام يوم 25 نونبر.

اتخاذ إجراءات تحويلية

وفي رسالة بمناسبة هذا اليوم، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن « ممارسات التمييز والعنف وسوء المعاملة هذه، التي تستهدف نصف البشرية، تأتي بتكلفة باهظة ».

وأشار إلى أن هذه الممارسات « تحد من مشاركة النساء والفتيات في جميع مناحي الحياة، وتحرمهن من حقوقهن وحرياتهن الأساسية، وتعرقل تحقيق المساواة في الانتعاش الاقتصادي والنمو المستدام اللذين يحتاج إليهما عالمنا ».

وأكد أن الوقت قد حان الآن « لاتخاذ إجراءات تحويلية » تنهي العنف ضد النساء والفتيات، داعيا الحكومات إلى تصميم وتمويل وتنفيذ خطط عمل وطنية للتصدي لهذه الآفة.
وشدد المسؤول الأممي، كذلك على الحاجة إلى إشراك مجموعات القواعد الشعبية والمجتمع المدني في كل مرحلة من مراحل اتخاذ القرار، وضمان تنفيذ القوانين واحترامها، حتى ترى الناجيات أن حقوقهن في العدالة والمساندة تحظى بالدعم.

كما ناشد الأمين العام الأممي دعم الحملات العامة التي تتحدى المعايير القائمة على السلطة الأبوية وترفض كره النساء والعنف.

وقال: « أدعو الحكومات إلى زيادة التمويل بنسبة 50 في المائة لمنظمات وحركات حقوق المرأة بحلول عام 2026 ».

القتل على يد أشخاص مقربين

وحسب تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، فإن حوالي 56 في المائة قتلن على يد شركاء حميمين أو أفراد آخرين من الأسرة (45 ألفا من أصل 81 ألف امرأة)، ما يدل على أن المنزل ليس مكانا آمنا للعديد من النساء والفتيات.

وفي الوقت نفسه، فإن 11 في المائة من جميع جرائم قتل الذكور ترتكب في المجال الخاص.

تظافر الجهود

وقالت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، سيما بحوث، إن وراء كل إحصائية لقتل الإناث قصة امرأة أو فتاة خذلت. وتقوم منظمات حقوق المرأة بالفعل برصد البيانات والدعوة لتغيير السياسات والمساءلة. نحن بحاجة الآن إلى عمل متظافر عبر المجتمع للوفاء بحق النساء والفتيات في الشعور بالأمان في المنزل، وفي الشارع، وفي كل مكان».

من جانبها، اعتبرت المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، غادة والي، أنه « لا ينبغي أن تخشى أي امرأة أو فتاة على حياتها بسبب هويتها ».

قتل النساء لمجرد أنهن نساء

كما تظهر أرقام هذا العام أيضا أنه على مدار العقد الماضي، ظل العدد الإجمالي لعمليات قتل النساء (أي قتل النساء لمجرد كونهن نساء) دون تغيير إلى حد كبير، ما يؤكد الحاجة الملحة إلى منع هذه الآفة والاستجابة لها بإجراءات أقوى.

كما أن عددا كبيرا جدا من ضحايا قتل الإناث لا يجري إحصاؤه، نظرا للتناقضات في التعريفات والمعايير بين البلدان. ففي حالة ما يقرب من أربع نساء وفتيات من بين كل عشر نساء وفتيات ق تلن عمدا في عام 2021، لا تتوفر معلومات كافية لتصنيف الجريمة على أنها قتل للإناث، خاصة بالنسبة لعمليات القتل التي تحدث على الصعيد العام، وفقا للوكالتين الأمميتين.

آسيا في الصدارة

كما يتم تسجيل تفاوتات إقليمية، إذ بينما يمثل قتل الإناث مشكلة تهم كل بلد في العالم، فإن التقرير يوضح أنه، وبالأرقام المطلقة، أن آسيا سجلت أكبر عدد من جرائم القتل المرتبطة بالنوع الاجتماعي على الصعيد الخاص في عام 2021، في حين كانت النساء والفتيات أكثر عرضة لخطر القتل على يد شركائهن الحميمين أو أفراد الأسرة الآخرين في إفريقيا.

وخلال السنة ذاتها، قدر معدل جرائم القتل المرتبطة بالنوع الاجتماعي على الصعيد الخاص بـ 2.5 لكل 100 ألف أنثى في أفريقيا، مقارنة بـ 1.4 في الأمريكتين، و1.2 في أوقيانوسيا، و0.8 في آسيا و 0.6 في أوروبا.

حملة دولية

من جانب آخر، يضيف التقرير الأممي، تشير النتائج إلى أن ظهور جائحة « كوفيد-19 » في عام 2020 تزامن مع زيادة كبيرة في عمليات القتل المرتبطة بالنوع الاجتماعي على الصعيد الخاص في أمريكا الشمالية وإلى حد ما في غرب وجنوب أوروبا.

وسيساعد التقرير الأممي، وفقا للوكالتين، على توجيه 16 يوما من النشاط ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي لهذا العام، ويتعلق الأمر بحملة دولية تنطلق في 25 نونبر، تزامنا مع بدء اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، وتستمر حتى 10 دجنبر، يوم حقوق الإنسان.

مواضيع ذات صلة

لديك أفكار فيديوات ومقالات أخرى ؟ إبعتي لنا اقتراحاتك و أفكارك