صداقتهما قوية.. كيف ستكون المواجهة بين حكيمي ومبابي في نصف نهائي مونديال قطر؟

شاركي:

ستشهد مباراة المغرب وفرنسا في نصف نهائي كأس العالم، المرتقبة يوم الأربعاء المقبل (14 دجنبر)، مواجهة من نوع خاص، تستأثر باهتمام محبي كرة القدم حول العالم، بين مدافع المنتخب المغربي أشرف حكيمي، ومهاجم نظيره الفرنسي كيليان مبابي، اللذين تربطهما صداقة وطيدة منذ انضمام الأول إلى صفوف باريس سان جيرمان قبل موسمين.

ويبدو أن هذه الصداقة ستتوقف لمدة 90 دقيقة -على الأقل- الأربعاء القادم، عندما يتواجهان في ملعب البيت في نصف نهائي مونديال “قطر 2022″، الذي بلغه “أسود الأطلس”، للمرة الأولى في تاريخهم.

مهمة حكيمي مراقبة مبابي

ما يزيد من الإثارة -أيضًا- ويرفع من قيمة المنافسة بينهما، هو أن المدافع حكيمي سيُكلّف بمراقبة مبابي خلال المواجهة؛ لأنه يلعب في مركز المدافع الأيمن، في حين يشغل مبابي مركز الجناح الأيسر.

إذ ستكون مهمة حكيمي وقف الانطلاقات السريعة والمراوغات لصديقه كيليان، في الوقت الذي سيكون على عاتق الفرنسي وقف المساندة الهجومية للأخير لزملائه، وإيجاد الثغرة في دفاع الأسود، والتي لم ينجح أي من المنتخبات الخمسة؛ (كرواتيا وبلجيكا وكندا وإسبانيا والبرتغال) في إيجادها.

دعم متبادل

وكان مبابي خطف الأنظار قبل يوم واحد من مباراة المغرب وإسبانيا ضمن الدور الثاني من البطولة، عندما استغل يوم الراحة الذي منحه له مدربه، ليزور صديقه في فندق إقامة منتخب المغرب، وتقديم الدعم له قبل المواجهة.

ومباشرة بعد المباراة التي حسمها المغرب بضربات الترجيح، نشر مبابي تغريدة وضع فيها صورة لبطريق، في إشارة إلى طريقة احتفال حكيمي.

من جانبه، وجّه حكيمي رسالة خاصة إلى مبابي عقب تأهل منتخبي بلديهما إلى دور الأربعة، عبر نشره تغريدة على حسابه في تويتر، قال فيها “أراك قريبًا يا صديقي”، وردّ عليها الأخير بثلاثة قلوب.

توقعات الصديقين تحققت

ويبدو أن توقعات الصديقين تحققت، إذ صدق حدس مبابي عندما أعلن في المعسكر الإعدادي لباريس سان جيرمان في الدوحة، قبل انطلاق الموسم، أن المغرب وفرنسا سيلتقيان في المونديال.

قال وبابتسامة عريضة وباللغة الانكليزية -في مقطع مرئي نشره نادي العاصمة على قناته الرسمية- “سأضطر إلى تدمير صديقي”، وردّ عليه حكيمي بـ”سأضربه”.

ضحك مبابي وردّ: “هذا يحطّم قلبي قليلًا، لكن كما تعلم، كرة القدم هي كرة القدم”.

ومن المنتظر أن تكون مباراة الثلاثاء المقبل حاسمة بين هذا الثنائي المتناغم؛ لأن الفائز بها سيخطو خطوة على حساب الآخر لتحقيق حلم لامسه، وأسهم فيه مبابي في النسخة الأخيرة في “روسيا 2018″، ويطمح حكيمي إلى معانقته للمرة الأولى في تاريخ بلاده، لتأكيد مشواره الرائع في البطولة الحالية.

وسيضع مبابي وحكيمي الصداقة بينهما جانبًا خلال المباراة، ولكن بعدها سيكون كلام آخر.

كيف نشأت هذه الصداقة؟

عندما حطّ حكيمي الرحال في “عاصمة الأنوار” قادمًا من إنتر ميلان الإيطالي، لم يكن معتادًا على الحياة في باريس؛ لكنه وجد ضالته في مبابي أحد أبناء جيله مواليد 1998.

ومنذ أيامه الأولى في العاصمة، جعل مبابي الأمور أسهل على حكيمي بفضل إتقانه للغة الإسبانية، وتقاسم الاهتمامات نفسها، كما ذكرت صحيفة “لو باريزيان”.

وفي تصريحات سابقة لهما، أكّد اللاعبان أن التيار بينهما مرّ بشكل سريع، وقد صرّحا بهذا الخصوص، “نحن صديقان جيدان جدًا، نشأت الصداقة بيننا بشكل طبيعي. ما يعجبني، يحبه هو أيضًا. لدينا المشاعر ذاتها”.

فقد وجد حكيمي، المنتمي إلى عائلة مغربية مهاجرة في إسبانيا، على غرار زميله المولود في فرنسا من أب كاميروني وأم جزائرية، في مبابي الصديق الوفي الذي ساعده على التأقلم في العاصمة الباريسية، ولغة لا يتقنها.

أما بخصوص الأمور التي جعلت هذه الصداقة أقوى، فقد أرجعها حكيمي إلى عامل السن؛ حيث إنهما يبلغان من العمر 23 عامًا، “نتشارك الأذواق نفسها، ونتحدث عن الموسيقى وألعاب الفيديو، ونذهب إلى المطاعم أو نقضي الوقت معًا، يحب كل واحد صاحبه، وهذا الأمر يُلاحظ داخل الملعب وخارجه”، حسب حكيمي.

وأضاف: “لا أتحدث الفرنسية بشكل كبير مع مبابي، لكني بشكل عام أحاول تحسين هذه اللغة بمساعدته. أنا أستمتع بتعلم هذه اللغة، وعلاقتي مع مبابي واحدة من أكثر الأشياء التي تساعدني على تعلّمها، حتى لو كانت صعبة بعض الشيء”.

رقصة مشتركة

ويشترك الاثنان في احتفال آخر متطابق: القرفصاء، والإبهام على الأنف، واليد على الظهر، وفي وضع إبريق الشاي ، والذي احتفل به “كيكي” عندما هزّ شباك بولندا (3-1) في ثمن النهائي.

وتجمع حكيمي مع زميله مبابي علاقة صداقة وطيدة منذ سنوات، حيث اعتادا -دائمًا- على مشاركة صورهما معًا خارج الملعب، كما يسافران معًا؛ ومن ذلك: وجودهما في العاصمة مدريد أواخر الموسم الماضي، عندما كان النجم الفرنسي مرشحًا للانتقال إلى ريال مدريد الإسباني، قبل أن يقرّر البقاء في باريس.

مواضيع ذات صلة

لديك أفكار فيديوات ومقالات أخرى ؟ إبعتي لنا اقتراحاتك و أفكارك