عاشوراء..إختلاف صور الإحتفاء بين أهل السنة والشيعة واليهود
تعتبر عاشوراء أو(10 محرم)، مناسبة خاصة لدى المغاربة من أجل الصيام والتعبد وإخراج الزكاة وتوزيعها على المحتاجين والفقراء وهي ما يسمى ب »عاشور « ، وهي مناسبة لزيارة الأقارب، وتختلف طقوس ليلة عاشوراء حسب المناطق والأحياء.
ويستعد المغاربة للإحتفال بعاشورا منذ اليوم الأول من شهر محرم، لتتواصل الإستعدادات إلى غاية اليوم 10 منه بحيث تمتلئ الأسواق المغربية خلال 10 أيام، بلوازم الإحتفال بهذه التي يقبل عليها الناس والتي تخلق رواجا إقتصاديا كبيع الفواكه الجافة والتمور، وألعاب للأطفال والحلويات، وتردد النساء مجموعة من الأهازيج الشعبية ب » الطعارج » و »البندير » معتبرين أن هدا العيد يتحررن من سلطة الرجال حيث يرددن « هذا عيشور معلينا الحكام ألالة، عيد الميلود كيحكمو الرجال ألالة ».
وفي يوم 10محرم، يخرج الأطفال والشباب إلى الشارع لممارسة طقوس « زمزم » أو الرش بالمياه وتعود هده الطقوي إلى الديانة اليهودية، إعتقادا منهم أن الماء كان سببا في نجاة موسى عليه السلام، كما تجتمع العائلة في ليلة عاشوراء لتحضير طبق الكسكس بالقديد أو الديالة، و يقدم التجار على جمع حساباتهم السنوية من أجل إخراج الزكاة وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين وهي ما تسمى ب »العشور » أوعشر الأرباح.
ومع بداية كل سنة هجرية يصوم كثير من المسلمين يوم عاشوراء، إتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن المعروف أن اليهود هم أول من صام هذا اليوم، وأنه انتقل إلى المسلمين بناء على أحاديث نبوية شريفة أشهرها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: « نحن أولى بموسى منكم »
وصرح محسن يرماني باحث في العقيدة وعلم الأديان لموقع » للابلوس »أن اليهود يحتفلون في اليوم العاشر من الشهر السابع بحسب التقويم العبري المعتمد عند اليهود بيوم الغفران أو الكفارة، وقد ورد الأمر عندهم في سفر اللاويين(سفر من أسفار التوراة) بالتذلل بالصوم، وترك الأعمال.
ويعتقد اليهود أن هذا اليوم محطة، يمكن لمن أراد أن يتطهر فيها من الخطايا أن يلتزم هذه الشعائر المرافقة، ففي هذا اليوم يمكن لكل أتباع اليهودية، أن يمارسوا التعييد من خلال الإعتراف بالخطايا وطلب الغفران، و من طقوسهم في هذا اليوم أن يرتدي الحاخاميين ملابس بيضاء كتانية، ويقوم بتقديم ذبيحة قربانا عن نفسه، ومن ثم يقدم ذبيحة عن خطايا الشعب الإسرائلي.
ويضيف المتحدث داته »إن كانت علة الصوم عند اليهود هي التكفير عن خطيئة عبادة العجل الذي صنعه لهم نبي الله هارون بحسب زعمهم، فإن المصادر الإسلامية تشير أن صوم يوم عاشوراء علته هي شكر الله تعالى لأنه يصادف اليوم الذي نجى الله تعالى فيه موسى عليه السلام من بطش فرعون وجنوده، فالنبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة، وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، ويعظمونه لأنه يوم نجى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكرا لله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: » أنا أولى بموسى منهم » فصامه وأمر بصيامه.
هذا اليوم هو الذي أشار إليه سفر الخروج » في ذلك اليوم خلص الله إسرائيل من يد المصريين » بيد أن اليهود لا يحتفلون بصومه، و إنما بأكل الخبز غير المختمر في سبعة أيام من شهر أبيب ( أبريل ) . اختلاف بين اليهود والمسلمين حول طقوس هذا اليوم وتوقيته .
وإأضاف الأستاذا محسن يرماني « إدا كان أهل المذهب السني يعتبر يوم عاشوراء يوم فرح وابتهاج لأن الله تعالى أنقذ موسى عليه السلام من الإستبداد الفرعوني، فيصومونه اتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وشكرا نعم الله، فإن المذهب الشيعي يرى أن هذا اليوم هو يوم أحزان ومآثم ومآس بالنسبة للأمة الإسلامية جمعاء، وليس يوم إحتفال ذلك أنه في هذا اليوم قُتِّل وذُبِّح سبط رسول الله وابن بضعته فاطمة رضي الله عنها وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، .، وبالتالي هناك اختلاف بين اليهود والمسلمين والشيعةحول طقوس هذا اليوم وتوقيته .
ويبقى يوم عاشوراء يلتقي فيه أهل السنة واليهود والشيعة في قداسته، مع إختلاف صور الإحتفاء كما يرتبط هذا اليوم بطقوس متعددة ومتباينة بعضها أقرب إلى الأسطورة والشعوذة والعادات والتقاليد إلى المعتقد الديني.