فن التعامل في حل الخلافات الزوجية
الطبيعة البشرية لها بصمتها وتأثيرها على الإنسان، حيث تجعله يقع في الغضب ويتحمل ما ينتج عنه من تكدر الخواطر، والوقوع في الأخطاء غير المقصودة، والميل لوساوس الشيطان، وشياطين الجن والإنس تسعى للتربص بكل بيت سعيد هادئ، وفوق ذلك الحياة الدنيا التي من طبيعتها التعب والنكد، قال سبحانه وتعالى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ « سورة البلد » آية 4.
فينبغي على الزوجين أن يأخذا هذه المسائل بالحسبان وأن يتعاملا معها بتعقل ووعي وهدوء وحسن ظن، وأن ينظرا إلى الخلافات الزوجية نظرة واقعية، إذ إنها عامل من عوامل الحوار والتفاهم إذا أحسنا التعامل معها، والأسلوب الذي يستخدمه الزوجان في مواجهة الخلاف له دور كبير، فإما أن يقضي على الخلاف أو يضخمه ويوسع نطاقه.
ومن الوسائل المعينة على ذلك: التركيز على حقوق وواجبات كل من الزوجين، ولا بد من الصراحة والوضوح والمكاشفة فيما بينهما والنقاش هو الطريق لذلك، وأن يجعلا لكل مشكلة خارطة ينطلقان منها للحل والقضاء عليها، وألا يشتتا نفسيهما عند تداخل المشاكل وتعددها، وذلك بأن يقسما المشكلة إلى أجزاء، فذلك يعطي شعورا بالقدرة على حل المشكلة، وأما ترصد المشكلة والنظر لها نظرة تضخيم وتهويل فيستحيل حلها عندئذ، وقد يشعران بالعجز والفشل أمامها.
نعلم جميعا مساوئ الغضب ونتائجه وتحذير الإسلام منه، وذمه له، وهنا مصب الحديث سيكون على ضرورة التحكم في النفس عند الغضب وكما يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم -: ) ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب (.
ويرشد علماء النفس إلى خطوات للتغلب على الغضب ومنها:
1. أن يأخذ نفسا عميقا: حيث يعمل التنفس العميق على إيصال الأكسجين إلى مجرى الدم فيكافح هرمون « الأدرينالين » الذي يفرز عند الغضب.
2. قم بالعد من واحد إلى عشرة: فالعد يساعد على الإبطاء من سرعة الأفكار السلبية الناجمة عن الغضب.وقد تساعد هاتان الطريقاين مع الهدي النبوي (الاستعاذة من الشيطان الرجيم، الاستغفار، الوضوء، تغيير الوضعية) في التحكم بغضبك، وبالتالي سننظر للموقف من زاوية أكثر هدوء وإيجابية.