قضية فتاة « سورة الويسكي ».. جمعية تصف الحكم الصادر في حقها بالـ »القاسي »

شاركي:

أثارت قضية فتاة « سورة الويسكي »، مجددا، النقاش حول حدود حرية التعبير في المغرب.

واعتبر البعض أن العقوبة المتخذة في حق الشابة التي حرفت سورة قرآنية، عادلة، في حين أن آخرين وصفوها بـ »القاسية ».

ودخلت على خط القضية، حقوقيات وجمعيات حقوقية، اعتبروا أن العقوبة الصادرة في حق الفتاة الشابة صارمة.

عقوبة قاسية

واعتبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عقوبة الثلاث سنوات التي قضت بها محكمة مراكش، في حق صاحبة “سورة الويسكي” قاسية.

وأوضح بلاغ لفرع مراكش المنارة، أن ” الشابة تتابع دراستها في تخصص السياحة بمدينة افينيون الفرنسية، وقد تم إعتقالها بمطار الرباط فور دخولها للتراب الوطني، لتتابع بعد ذلك في حالة اعتقال، ويصدر الحكم في حقها بثلاث سنوات سجنا نافذا.

وأضافت الجمعية أنه « وبالنظر في نص التدوينة في حد ذاته فإنه يمكن اعتباره مجرد تناص مع نص آخر »، مضيفة أنها تتطلع إلى « مراجعة هذا الحكم استئنافيا وبشكل عاجل مع تمتيع الشابة بالسراح ».

وشككت الجمعية في البلاغ ذاته، في أن « تكون الفتاة هي صاحبة هذه التدوينة، حسب إفادة عائلتها، نظرا لعدم إتقانها للغة العربية ».

وطالبت الجمعية بـ »بفتح تحقيق نزيه في مصدر ومحتوى النص مع مراعاة أقصى تأويل حقوقي مع ما يترتب عن ذلك من إسقاط التهمة المكيفة عن الشابة خاصة أن التهمة التي توبعت بها تشكل انتهاكا لحقوق الإنسان ومبنية على تدوينة إبداعية تدخل في خانة النشر والصحافة ، تم تكييفها طبقا لفصول من القانون الجنائي ».

وعبرت الجمعية عن خشيتها في « أن يشكل تقديم شكايات في مواجهة حرية الرأي والفكر والوجدان، من طرف أشخاص أو جمعيات إلى فتح الباب لنظام الحسبة، بالشكل الرقابي والتضييقي على الحقوق والحريات في كونيتها وشموليتها ».

وأكدت الجمعية على ضرورة احترام الرأي والضمير والوجدان والحق في الإخلاف وحرية المعتقد، وضمان حرية الإبداع الأدبي والفني وعدم تسييجه بطابوهات ذات مرجعيات تستهدف زرع الإرهاب الفكري والعقائدي، كما دعت المشرع إلى وضع حد للعقوبات السالبة للحرية في مجال النشر والصحافة وحرية المعتقد ».

نفسية محطمة

وندد والد الشابة في تصريح إعلامي بالحكم الذي قضت به المحكمة الابتدائية في مراكش، في حق ابنته، والقاضي بحبسها 3 سنوات ونصف حبسا نافذا وتغريهما 5 ملايين سنتيم، على خلفية نشرها تدوينة تتضمن تحريفا لسورة “الكوثر”، ما يعتبر إساءة للدين الإسلامي.

ونقلت مواقع فرنسية عن وكالة الأنباء الفرنسية « أ ف ب »، تصريحا لوالد الفتاة، قال فيه: « زرتها اليوم ولقيتها محطمة نفسيا، دمرو ليها المستقبل ديالها، باش من حق هادو كيديرو راسهم حراس الدين؟ »، في إشارة إلى الجمعية الدينية التي وضعت الشكاية موضوع الدعوى ضد ابنته.

تحليل وتحريم

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تقمص معلقون على قضية الفتاة، دور محللين محرمين، فمنهم من اعتبر أن خطأها لا يغتفر ويجب اتخاذ أشد العقوبات في حقها، ومنهم من وجده حكما مبالغا فيه.

وجاء في أحد التعليقات: « إلا كلام الله والرسول ما نسمحوش لشي حد يتطفل عليهم ولا يحرفهم تفو عليها هي راه خاصها الإعدام ».

وجاء في آخر: « هاد الحكم قليل خاصها ترجم بالحجر ».

 

مواضيع ذات صلة

لديك أفكار فيديوات ومقالات أخرى ؟ إبعتي لنا اقتراحاتك و أفكارك