لتربية ابنتها.. إلهام نويرة مغربية تقود الحافلات الدولية في بلجيكا
إلهام نويرة نموذج للمرأة المغربية المثابرة، التي أثبتت أنها أقوى من الظروف والزمن.
نويرة تبلغ من العمر 35 عاماً، وتحملت مسؤولية أسرتها الصغيرة بعد وفاة زوجها، واشتغلت في مجال كان حكرا على الرجال.
وأصبحت نويرة تقود حافلة في إحدى الشركات الكبرى في بلجيكا، لتصبح أول امرأة عربية تقود الحافلات الدولية هناك.
وقالت السيدة المغربية في حوار مع موقع « العين’ الإماراتي: « بعد وفاة زوجي، كانت ابنتي عمرها 3 شهور، فقررت دراسة اللغة البرتغالية في لشبونة، ثم حصلت على الجنسية من نفس البلد البرتغال، وبعد ذلك قررت الانتقال للعمل في بلجيكا، وبالتحديد في مطعم بمطار بروكسل الدولي ».
وأضافت: « لم أحب العمل في المطعم، فقررت البحث عن عمل مختلف ومتفرد يوضح أن المرأة بإمكانها الوصول لأي عمل وليس فقط المطبخ ».
وتابعت: « في 2017 ذهبت إلى مركز التكوين البلجيكي في بروكسيل، وانضممت إلى تدريب القيادة الاحترافية للحافلات، واجتزت اختبارات كثيرة، وبعد تصفية عدد المشاركين الـ50، كانت النتيجة النهائية اختيار 14 رجلاً وامرأة واحدة هي أنا ».
وواصلت: « ثم بدأنا التدريب على مدار 6 أشهر، لتتم تصفية المشاركين مرة أخرى إلى 10 فقط، حتى حصلت مباشرة على الرخصة، ثم بدأت العمل في أكبر شركة أوروبية تعمل على خطوط بروكسيل أمستردام ».
وفي رد لها على سؤال حول تعرضها لمضايقات كونها امرأة، قالت نويرة: « لا توجد مضايقات، فالاحترام الكامل هو ما وجدته خلال فترة العمل منذ سنتين حتى الآن، وقيمتي كبرت، والكل يحترمني لأني امرأة، وعندما كان يستقل الحافلة عرب، يلتقطون الصور معي، مستغربين أن امرأة تسوق حافلة دولية ».
وعن شعورها في أول يوم عمل على الحافلة، قالت نويرة: « قمت بقيادة حافلة بطول 18 متراً، وهو حجم كبير جداً، ولكن كان الإحساس رائعاً، شعرت بالخوف بعض الوقت، لكن قلت أن هذا اختياري وشغلي، ولا بد أكون على قدر التحدي ».
وأكدت المغربية إلهام نويرة أن قيادة الحافلة أمر مرهق، لكنها تحب عملها، ويحقق لها راحة نفسية واستمتاع، قائلة: « حين أقود الحافلة أهرب من الدنيا في الطرقات الجديدة والقديمة أيضاً، وحين قمت بزيارة مصر انتقلت من الغردقة وشرم الشيخ إلى القاهرة بالحافلة، لأني أحب الطرق ».
واختتمت حديثها قائلة: « أجوب البلاد بالحافلة، وأهتم بتعليم ابنتي التي تفخر بأني أمها، وأحاول أن أوفر لها الحياة والرعاية التي تستحقها ».