لغة التواصل الأقرب لهم.. فوائد الغناء للأطفال الرضع

شاركي:

معظم الآباء تكون لديهم غريزة تدفعهم للتواصل مع الطفل بلغة موسيقية قد تكون أكثر جاذبية من الحديث العادي، وبطبيعة الأحوال قد لا يدرك معظمنا أهمية وفوائد استخدام هذه اللغة، التي يعتبرها الباحثون من أهم لغات التواصل مع الطفل.

الغناء للأطفال الرضع

في ظاهر الأمر قد يبدو الغناء للطفل الرضيع مجرد كلمات وألحان ارتجالية قد تساهم في تسلية وقت الطفل ووالديه أيضاً، لكنه في الواقع أكثر من ذلك بكثير.

يعتبر الغناء أحد أكثر سبل التواصل فعالية بين الأهل والطفل الرضيع، ويساعد هذا الاتصال الموسيقى في تعزيز مهارة تعلّم اللغة عبر التفاعل بين الوالدين والطفل، حتى لو كانت استجابته مجرد مناغاة.

ووفقاً لما ورد في مجلة The Atlantic الأمريكية، فإن الغناء للأطفال أو الحيوانات الأليفة حتى، بدلاً من مجرد التحدث معهم، يحمل فوائد مميزة لم تكن تتصورها.

تشير دراسات إلى أنَّ الرضّع يفضلون غناء الأم على حديثها، إذ يظهرون قدراً أكبر من اليقظة أو السعادة أو الهدوء اعتماداً على نوع الأغنية.

يجذب أيضاً غناء الأب انتباه الطفل بدرجة كبيرة للغاية، لاسيما إذا كان يستخدم نبرة صوت أعلى.

ويبدو أن تأثير الغناء ليس له علاقة بمهارة تعلّم اللغة، حيث سيشعر الرضيع بالاسترخاء عند سماع تهويدة بأي لغة، حتى لو لم تكن بلغته الأصلية.

والغناء ليس ضرورياً للطفل فقط، بل يساعد الآباء والأمهات على الشعور بالكفاءة كذلك.

على سبيل المثال، وجدت دراسة استهدفت إحدى الأمهات، أن الغناء لطفلها حديث الولادة يومياً، ساعد في تأسيس رابطة قوية بينها وبين الطفل، الأمر الذي خفَّف من حدة أعراض اكتئاب ما بعد الولادة، وزاد من تقديرها لذاتها أثناء تأديتها دورها الأمومي الجديد.

فوائد الغناء للأطفال الرضع

تقول إليز بيازا، الأستاذة بجامعة « روتشستر » الأمريكية التي درست التواصل في مرحلة الطفولة المبكرة عبر اللغة والموسيقى: « يخلق الغناء حلقة من الاستجابات الإيجابية، حيث يحفز استمتاع الطفل الوالدين على مواصلة الغناء، ويبني ثقة الوالدين في نفسهما ولدى طفلهما على حدٍ سواء. يساعد هذا النوع من التواصل الموسيقي الوالدين على فهم شخص جديد يحتاج إلى قدر هائل من الطاقة والوقت، لكنه لا يستطيع التحدث للتعبير عن مشاعره ومتطلباته.

عندما يغني الآباء، فإنَّهم ينشئون سياقاً مشتركاً بينهم وبين مستمعهم الصغير. وفقاً لسايكي لوي، الأستاذة بمجال الإدراك الموسيقي في جامعة « نورث إيسترن » الأمريكية، والتي قالت إنَّ « الموسيقى هي شكل من أشكال الاهتمام المشترك ».

يعتقد بعض الباحثين أنَّ الأغنية نفسها تصبح نوعاً من الأرضية المشتركة تساعد المستمع والمغني على التواصل معاً، ليس فقط عاطفياً، لكن أيضاً فسيولوجياً، على سبيل المثال، يسجلان معاً معدل ضربات القلب نفسه ارتفاعاً أو انخفاضاً. قد يكون الغناء أيضاً بمثابة إشارة للطفل بأنَّ الشخص القائم على رعايته حاضر معه. أضافت سايكي لوي: « من المفيد أن يشعر الأطفال الرضع بالراحة والأمان ».

أشياء يتعلمها طفلك من الغناء له

وفقاً لما ورد في موقع naeyc هناك العديد من الأشياء التي تنمو بداخل طفلك الرضيع، ويتعلمها من مجرد الغناء له بشكل يومي، أبرزها:

الترابط: عندما تغني لطفلك، فإنه يرتبط بك وبصوتك. الغناء يجعل صوتك الأول والأهم في حياة الطفل.

الشعور بالأمان: يشعر الأطفال بالأمان عندما تكون الحياة قابلة للتنبؤ.

إذا كنت تخصص أغنية للاستيقاظ وأخرى للنوم وغيرها من أغاني الأنشطة المختلفة، فإن ذلك سيساعد طفلك على التنبؤ بما سيحدث بعد أن تبدأ بالغناء.

التواصل: عندما تغني لطفلك وتتحدث معه، يتعلم الطفل طرق التواصل ويبدأ بتكوين فهم للغة التي تتحدث بها.

كلمات جديدة: أثناء غنائك لطفلك، فإنه يتعرف على مفردات جديدة.

مواضيع ذات صلة

لديك أفكار فيديوات ومقالات أخرى ؟ إبعتي لنا اقتراحاتك و أفكارك