لماذا يفتك كورونا بالشباب وأشخاص أصحاء أيضا؟ أبحاث تجيب
اكتشف علماء في الآونة الأخيرة، أدلة جديدة حول الأسباب التي تجعل فيروس كورونا المستجد يقتل أشخاصا أصغر عمرا ولا يعانون من أمراض مسبقة.
ومن المعروف أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض، مثل السكري ومشكلات القلب والسرطان، وكذلك كبار السن، هم أكثر عرضة للمضاعفات الشديدة لمرض كوفيد-19 الناتج عن فيروس كورونا المستجد، وقد ينتهي الأمر بهم إلى الوفاة.
كورونا والشباب
لكن البيانات التي نشرت منذ ظهور الفيروس، تشير إلى أن العديد من المرضى الشباب واليافعين قد قضوا أيضا بسبب العدوى، ومن بينهم أشخاص لم يعانوا من أمراض مزمنة خطيرة.
دفع هذا الأمر عددا من العلماء إلى البحث في الأسباب التي تجعل الأشخاص الأصحاء بشكل عام والأصغر عمرا يصابون بالفيروس وقد ينتهي بهم الأمر إلى الوفاة.
استجابة مناعية متأخرة
ووجدت دراسات سابقة أدلة على أن فيروس كورونا يمنع إنتاج الجسم لبروتين الإنترفيرون عندما يصيب الخلايا، وهو ما قد يؤخر استجابة الجهاز المناعي للمرض الذي يهاجم الجسم.
وبناء على هذه النتيجة، اقترحت بعض الدراسات علاجات قائمة على الإنترفيرون، لكن اتضح بعد ذلك أن هناك أسبابا أخرى تؤثر على إنتاج الإنترفيرون لا علاقة لها بوجود كورونا.
وسلط تقرير لموقع BGR الطبي الضوء على دراستين طبيتين، أكدتا أيضا على الدور الذي يلعبه الإنترفيرون في إصابة الأشخاص الأصغر عمرا والأصحاء بالمرض ووفاتهم، لكنه ربط ذلك بعوامل وراثية وأخرى مرتبطة بعمل الجهاز المناعي.
الدراسة الأولى لباحثين من هولندا وقد نشرت على موقع « شبكة جاما » الطبية، تشير إلى عامل وراثي يؤثر على تعطيل إنتاج الفيروس للإنترفيرون.
واستندت النتائج إلى حالة أخوين بعمر 29 و 31 سنة أصيبا بالفيروس ثم توفيا تواليا جراء المضاعفات، رغم أنهما كانا يتمتعان بصحة جيدة ولم تكن لديهم أي أمراض مزمنة قبل الإصابة بالفيروس، لكن بعد إصابتهما، مرا بمشكلات في التنفس، نقلا على أثرها إلى المستشفى، ثم توفيا لاحقا.
درس العلماء أيضا حالة أخوين آخرين أصغر عمرا (21 و23 عاما)، أصيبا بفشل الجهاز التنفسي، ثم توفيا. هذا الأمر دفع الأطباء لدراسة العوامل الوراثية التي قد تدفع لإصابة أشخاص أصحاء بالمرض ووفاتهم.
طفرة في الكروموسوم X
ووجد الباحثون أن طفرات حدثت للكروموسوم « X » أدت إلى خلل في الإنترفيرون، ما قد يجعلهم أكثر عرضة لمضاعفات كورونا، وهذه الطفرة تؤثر على الرجال أكثر من النساء.
والطفرة، بحسب تقرير لموقع بلومبرغ، تؤثر على واحد من كل 10 آلاف شخص، لذلك فهي لا يمكن أن تفسر جميع حالات المرض الشديدة.
لكن نقص الإنترفيرون بشكل عام قد يزيد من صعوبة محاربة الجسم للمرض، حتى لو كان الشخص في صحة مثالية.
أجسام مضادة للإنترفيرون
الدراسة الأخرى، التي نُشرت الأسبوع الماضي في مجلة « ساينس »، تشرح أيضا سببا آخر يتعلق بمشكلة الإنترفيرون، وهي أن الجسم ينتج في بعض الحالات أجساما مضادة للإنترفيرون، ما قد يؤثر على الاستجابة المناعية ضد أي مرض.
وفي هذه الدراسة، وجد علماء أجساما مضادة للإنترفيرون في جسد 101 مريض (95 رجلا) من بين 987 أصيبوا بكوفيد-19.
ودرس العلماء أيضا 663 شخصا أصيبوا بأعراض خفيفة من المرض أو لم تكن لديهم أعراض، ولم يجدوا أي أجسام مضادة للإنترفيرون في أجسادهم.
واكتشف الباحثون، بعد تحليل البيانات، أن المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما كانوا أيضا أكثر عرضة لتطوير أجسام مضادة للإنترفيرون.
الباحث الرئيسي، جان لوران كازانوفا، قال لبلومبرغ: « تقدم هذه النتائج تفسيرا أوليا لتزايد نسبة المرضى بكوفيد-19 من الرجال وزيادة المخاطر مع تقدم العمر، وتحدد الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بالفيروس الذي يهدد حياتهم ».
وكالات