لهدا السبب المتزوجون أكثر سعادة من العزاب
توصلت دراسة أجريت في بريطانيا إلى أن المتزوجين أكثر سعادة وارتياحا في حياتهم من العزاب، حسب المسح الذي أجري بالمملكة المتحدة في الفترة من 1991 إلى 2009 وشمل حوالي 30 ألف شخص، بمعنى أن البيانات غطت 18 سنة.
وقد توصل الباحثان « شون غروفر » و »جون هليويل »، من كلية « فانكوفر للاقتصاد »، إلى أن المتزوجين هم أكثر سعادة من العزاب، ولديهم قناعة أكبر بالحياة قد يعود تاريخها إلى ما قبل شهر العسل، وأن ذلك يستمر إلى الشيخوخة. وقال الباحثان: « حتى بعد سنوات من الزواج، فإن الأوضاع تكون على ما يرام؛ فالزوجان يبدوان أكثر ارتياحا، وهذا يشير إلى وجود تأثير سببي في جميع مراحل الزواج يعمل على توفير هذه الراحة والارتياح ».
وعن إمكانية إسقاط هذه النتيجة على المجتمع المغربي والقول بأن الأشخاص المتزوجين أكثر سعادة من العزاب بالمغرب، فسر جواد مبروكي، خبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي، خصوصية العلاقات الزوجية، و قال: « من خلال الحالات التي تعرض عليّ يوميا، أجد أن عدد النساء العازبات اللواتي يفوق سنهن 40 سنة هن عرضة للاكتئاب أكثر من النساء المتزوجات، والشيء نفسه لدى الرجال الذين لم يتزوجوا أو مطلقون مقارنة مع الرجال المتزوجين ». « نعتقد أن السعادة الزوجية هي غياب تام للنزاعات والاحتكاكات بين الزوجين، وأعتبر هذا خطأ. لنكون سعداء، لا بد من النزاعات لأنها طبيعية في أي علاقات كانت. أعتبر الزواج ميتا إذا غابت النزاعات نهائيا، بمعنى لا شيء ولا تبادل يقع بين الزوجين »
واعتبر الأخصائي أن تقبل الخلافات هو الحل لوصول الأزواج المغاربة إلى السعادة، مؤكدا أن « ما يجعل الزواج سعيدا وناجحا هو تقبل هذه النزاعات واعتبارها طبيعية، ويجب الاستعداد لمعرفة كيفية التعامل معها بطرق عقلانية وحضارية، علما أن هذه الامتحانات تكون فرصة لرقي الزوجين واستحكام العلاقة أكثر، وهذا من أسرار نجاح وسعادة الزواج ».
وللوصول إلى السعادة الزوجية، يجب الاقتناع، بحسب مبروكي، بأن « الزواج هدفه تحقيق ما ليس بإمكاني الحصول عليه بمفردي لتحقق سعادتي. فمثلا الأنثى أو الذكر كطير بجناح واحد لا يستطيع الطيران وهو بحاجة إلى الجناح الآخر، ولهذا فالزواج عطاء وحصول على الجناح الآخر ». وأضاف مبروكي: « من خلال هذا المثال، نرى أن الفرد العازب يعيش بجناح واحد ومن المستحيل أن يحلق في السماء ليمتع نفسه بالسعادة والحرية. وبهذا المثال، أبرهن على أن الحرية الحقيقية للفرد يجدها في الزواج وبدونه فهو سجين في الأرض ولن يحقق أبدا حريته ويطير في السماء. إذا اعتبرنا الزواج من هذه الزوايا، فسنرى أنه سبب السعادة ».
ويتفق الأخصائي مع النظرية البريطانية ويقر بإمكانية الوصول إليها؛ إذ قال: « هذه الدراسات الأوروبية أظهرت أن تحقيق السعادة يكون أفضل عند المتزوجين، وأظن لعدة أسباب؛ أولها أن الزواج في الماضي كانت تطغى عليه مفاهيم دينية خاطئة أثقلته بكثير إلى درجة شلل الطير الذي لم يعد قادرا على التحليق في السماء ».
واستطرد: « من الأسباب الأخرى، طغيان الكنيسة؛ ما جعل غالبية الأتباع يتركون الدين وحتى مؤسسة الزواج، لكن بعد تجربة طويلة اتضح أن العزوبة ليست منبعا للسعادة بالمقارنة مع من هم متزوجون؛ فالعزاب هم أقل سعادة، وخصوصا في كبرهم ».