« محاربة ناعمة » في زمن كورونا.. سهام ممرضة تزرع الفرحة في قلوب أطفال داخل وحدات العزل في مستشفى في الناظور
قد يعتقد البعض أن عملهن سهل ولا يتطلب الكثير من الجهد أو الطاقة، لكن في الحقيقة هن بطلات في الميدان الطبي يقفن بعزم وشجاعة إلى جانب الأطباء ودون وجودهن قد يصبح تحقيق المهام أمرًا مستحيلًا أو ناقصاً.
الممرضات، نساء يمكن تلقيبهن بـ »المحاربات الناعمات » فهن يتمتعن بالقدرة على العمل بجد وبقوة وفِي نفس الوقت يتميزن بالرقة في التعامل مع المرضى.
وخلال الظرفية الصعبة التي يمر منها العالم بسبب تفشي فيروس كورونا، أبانت ممرضات مغربيات عن روح مواطنة عالية وحب كبير لعملهمن رغم صعوبة ما قد يواجهنه يوميا.
وخلال الأيام الماضية انتشرت مقاطع فيديو وصور لممرضات يبتكرن أساليب جديدة لزرعة البسمة على وجوه المرضى بكورونا، كالغناء واللعب والرقص داخل ممرات العزل أو داخل غرف المستشفى.
وبين هؤلاء المحاربات، شابة مغربية تدعى سهام عبادي ممرضة من وجدة تشتغل في مستشفى الحسني في الناظور، تقاسمت إحدى قريباتها على مجموعة فايسبوكية، فيديو لها وعي تلعب مع طفل مصاب بكورونا داخل غرفته للترفيه عنه.
عبادي البالغة من العمر 26 عاما، تقول في اتصال هاتفي مع موقع « كيفاش »، إن « الأطفال المصابين بكورونا يبقون معزولين وقد يحسون بالممل »، وتضيف: « وحنا كطاقم طبي كنحطو راسنا بلاصتهم وكانحسو بديك النقطة وكاملين كانحاولو نديرو ليهم نشاط فشكل
ونبدلو على المرضى الجو خصوصا الدراري الصغار ».
وكشفت المتحدثة أنه من بين الأنشطة التي يقومون بها مع الأطفال، الرسم واللعب بالألعاب وكذلك العزف، مبرزة أن زميلا لها يتقن العزف على القيتار لا يتردد في العزف من حين إلى آخر للأطفال المرضى.
وقالت الممرضة سهام: كل واحدة فينا كايحاول يدير اللي كيعرف باش يفوج على الدراري الصغار شوية.
وبخصوص الصعوبات التي قد تواجهها كممرضة، أوضحت عبادي: الصعوبة اللي كاتواجهنا هي اللبسة اللي كنلبسو باش تحمينا من كورونا حيث كتخنق والنظاظر كايضببو.
وفي رد عن سؤال حول ساعات العمل، أكد المتحدثة في نفس الاتصال أنهم يشتغلون وفق مجموعات، مجموعة في الليل تبدأ العمل على الساعة السابعة مساء وتنتهي على الساعة الثامنة صباحا ومجموعة في النهار تبدأ العمل على الساعة الثامنة صباحا وتغادر على الساعة السابعة مساء ولهم عطلة مدتها يومان.
وأبرزت الشابة أنها لم تستطع رؤية عائلتها منذ انتشار الوباء، حيث قالت: ما شفتش دارنا فوجدة من بدات كورونا توحشتهم وما كنمشيش حيث كنخاف نعاديهم، وأضافت: كاع الخدامين جالسين فأوطيل فالناظور كنخدمو وكنرجعو لوطيل.
وفي نهاية الاتصال وجهت سهام رسالة مليئة بالتفاؤل إلى المغاربة تحثهم فيها على الصبر، جاء فيها: يصبرو وان شاء الله كلشي غادي يفوت.