مركز تكوين الدرك الملكي في بنسليمان.. ملازمات يسهرن على تكوين دركيي المستقبل بكل حزم وحماس
بكل ثقة وافتخار، تقف نساء يرتدين البدلة الخضراء الأنيقة، أمام التلميذات والتلاميذ الدركيين، وكلهن حماسة وإيمان بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقهن، من أجل تلقين الأجيال الصاعدة من الدركيين تكوينا متكاملا من شأنه أن يساعدهم ويؤهلهم لتأدية مهامهم المستقبلية المتنوعة.
ويتعلق الأمر بمؤطرات – ملازمات بمركز تكوين الدرك الملكي ببنسليمان، اللواتي لا هم لهن سوى تلقين التلميذات والتلاميذ الدركيين المبادئ الوطنية والخلقية الكفيلة بتوجيه سلوك الدركي وحمايته، وتأمين تكوين عسكري لهم بالتركيز على الجانب التطبيقي، قصد إعدادهم للمهام الجليلة التي ستناط بهم مستقبلا، خصوصا تلك التي يمكن أن تسند إليهم حال التحاقهم بالوحدة، باعتباره عونا لكل من القوة العمومية والشرطة الإدارية والشرطة القضائية.
فالزمن الذي كانت فيه الوظائف المنوطة بالنساء تقتصر على أعمال محدودة قد ولى في صفوف الدرك الملكي، فاليوم، أصبحت النساء تمتلك جميع القدرات التقنية والتشغيلية التي تؤهلها للالتحاق بكافة الوحدات.
وقد تحقق هذا المنعطف لدى الدرك الملكي من خلال فتح الباب أمامهن إلى جانب الرجال لولوج هذا السلك، فمركز التكوين للدرك الملكي ببنسليمان استقبل 180 تلميذة دركية ضمن الفوج 67 (الفوج الحالي)، وهن يتلقين -كزملائهم الذكور- تكوينا شاملا، خاصة المواد العسكرية، وفيها مادة الأسلحة، عبر حصص من التدريب الميداني على الرماية، الشيء الذي يمكنهن من إتقان حمل السلاح والتعامل معه.
فخورة، على غرار زميلاتها، بالعمل تحت راية الدرك الملكي، هذا ما عبرت عنه الملازم الأول السبيطي رانيا المؤطرة بهذا المركز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، فبعد اجتيازها مباراة الولوج إلى صفوف القوات المسلحة الملكية، تلقت تكوينا لمدة خمس سنوات حصلت بعدها على شهادات الإجازة والدراسة العسكرية والدروس التطبيقية.
وشددت على أن المسؤولية الملقاة على عاتقها جسيمة وتواجه من خلالها “تحديا كبيرا”، لكنها مصرة على رفعه، وذلك بفضل الصبر ومواصلة التكوين، إذ تم توجيهها سنة 2018 إلى المدرسة الملكية لضباط الدرك الملكي بالدار البيضاء، حيث تلقت تكوينا لمدة سنة واحدة في المجال المهني والقانوني، ثم تكوينا بيداغوجيا، قبل أن تلتحق بمركز تكوين الدرك الملكي ببنسليمان الذي تمارس فيه حاليا كمؤطرة للتلاميذ والتلميذات الدركيين.
فالمواد المقررة خلال سنتي التكوين العسكري والمهني، تضيف السبيطي، تتوزع بالنسبة للتلاميذ الدركيين على ثمانية محاور تشمل التكوين العسكري، والتكوين البدني، والتكوين القانوني، والقانون الدولي الإنساني، وحقوق المرأة والطفل، وقانون الصحافة، والتكوين المهني العام في محاور المحافظة على النظام، و الشرطة القضائية، والشرطة القضائية العسكرية، والمحافظة على البيئة، والشرطة الخاصة، وقانون السير،و شرطة السير، ومناهج وتقنيات الدرك.
أما بالنسبة للتكوين المهني الخاص فيشمل المعلوميات والمراسلات الإدارية والعسكرية والخدمة الداخلية للمركز والتصوير القضائي، واللغات (الفرنسية والإنجليزية والإسبانية).
وللولوج إلى هذا المركز يتعين على الراغبين في ذلك التوفر على عدد من المواصفات، تتمثل على الخصوص في الحصول على شهادة الباكالوريا، وامتلاك قامة طويلة، وبنية جسمانية سليمة، وأثناء التكوين تتلقى التلميذات حصصا رياضية وتكوينا بدنيا شاملا ومتنوعا يمكنهن من القيام بجميع المهام التي تتطلب كفاءة بدنية عالية.
وتخضع التلميذات الدركيات للتكوين نفسه الذي يتلقاه رفاقهن الذكور بجميع مراحله العسكرية والمهنية، وبعدها يتم تعيين التلميذات الدركيات بمختلف المراكز الترابية والقضائية التابعة للقيادات الجهوية للدرك الملكي.
كما يتم تلقينهن قانون شرطة السير، وهي مادة تدرس داخل المركز لتمكين التلميذات والتلاميذ الدركيين من الإلمام بالمقتضيات القانونية المتعلقة بمدونة السير، والتي تساعدهم إبان ممارسة حياتهم المهنية على التنفيذ الجيد لمهمة شرطة السير.
وبفخر وتفان، وأيا كان موقعهن، تواصل النساء الدركيات، كتابة صفحات من ذهب على سجل تاريخ الدرك الملكي، واللواتي يحق للمغاربة الاعتزاز بهن لأنهن أثبتن أن المرأة المغربية في مستوى التحديات.
وكالة المغرب العربي للأنباء