من نجم في الصف الأول إلى مُدان بالاغتصاب.. هل انتهت قصة « لمعلم »؟
لم يكن يتوقع أحدٌ يوما أن تكون « نهاية » نجم حقق شهرة كبيرة في الوطن العربي، وساهم في التعريف بالأغنية المغربية في العالم، بهذا الشكل!
ولم يُصدق كثيرون أن وراء الوجه الوسيم للفنان سعد لمجرد وتعامله اللبق، إنسان قادر على ارتكاب أفعال « شنيعة » في حق المرأة، التي غالبا ما تدور أغانيه الناجحة، حولها.
وأدين لمجرد أمس الجمعة (24 فبراير)، في باريس، بست سنوات سجنا، بتهمة اغتصاب شابة، وهي القضية التي تعود تفاصيلها إلى عام 2016.
حيرة وارتياح
نزل خبر إدانة لمجرد في قضية الاغتصاب كالصاعقة على مدافعين عنه وعن براءته، في حين أن ارتياحا كبيرا عم، عند أشخاص كانوا في حيرة من أمرهم.
وأراح الحكم فئة كبيرة من معجبيه، عرفوا مصير فنانهم، أخيرا بعد سنوات من الشك، وكذلك مدافعين عن حقوق المرأة، كانوا يطالبون بإدانة لمجرد إذا ثبتت في حقه تهمة الاغتصاب.
محاكمة لأيام
ومنذ أولى جلسات محاكمته، أصر لمجرد في كل شهاداته على براءته، مؤكدا أنه لم يمارس علاقة جنسية مع المشتكية.
وقدم لمجرد خلال جلسات المحاكمة اعتذاره من المشتكية وكذلك من والدتها، مصرا على براءته.
وقالت صحفية في إذاعة فرنسا الدولية « إر إف إيه » إنه حصل اقتناع لدى المحكمة وهيئة المحلفين بالتهم المنسوبة لسعد لمجرد.
وكشفت القاضية خلال النطق بالحكم أن من العناصر التي تم أخذها في الاعتبار لتحديد العقوبة: فارق السن حيث كان لمجرد مدركا لما كان يفعله وإصرار المتهم على إنكار الحقائق وتأثير الوقائع على حياة لورا والاندماج الاجتماعي والمهني ساعد لمجرد وسجله الجنائي الفارغ.
تاريخ طويل مع تهم الاغتصاب
وارتبط اسم لمجرد على مدى سنوات بقضايا اغتصاب عدة، قسمت جمهوره بين أشخاص داعمين، وآخرين مطالبين بكشف الحقيقة.
وألقي القبض على لمجرد أول مرة للاشتباه في ضرب امرأة واغتصابها في نيويورك عام 2010.
وبعد 6 سنوات، اتهم بالاعتداء على شابة فرنسة واغتصابها في فندق بباريس، ليطلق سراحه بكفالة في 2017، مع إرغامه على وضع سوار إلكتروني لمراقبة تحركاته.
وسُجن لمجرد عام 2018 بعدما وُجهت له تهمة اغتصاب شابة أخرى في مدينة سان تروبيه الفرنسية.
وقضت محكمة الجنايات في باريس، الجمعة، بسجن لمجرد 6 سنوات، مشيرة إلى أن أمامه 10 أيام لاستئناف الحكم.
نجاحات كبيرة
ارتبط اسم سعد لمجرد بأعمال غنائية حققت شهرة مغربية وعربية، وعلى رأسها « إنت معلم »، و »نتي باغية واحد »، و »أنا ماشي ساهل »، وغيرها.
وتعرف الجمهور العربي لأول مرة على سعد لمجرد في برنامج سوبر ستار في موسمه الرابع سنة 2007، حيث جاء في المركز الثاني.
وبعدها انطلق رسميا المشوار الحافل للفنان سعد لمجرد.
لكن طريق الشهرة ستبدأ فعليا في عام 2015 بفيديو كليب “لمعلم”، الذي أصبح لقبه فيما بعد وسيطر به على الأسواق بنسبة مشاهدة فاقت 30 مليون مشاهدة في 30 يوما فقط، ليكون الفنان العربي الأول الذي يسجّل هذا الرقم الخيالي بفترة قياسية في سابقة من نوعها في العالم العربي.
وأصبحت « لمعلم » أكثر أغنية عربية مشاهدة على اليوتيوب بما يقارب 913 مليون مشاهدة بتاريخ أبريل 2021، متفوقا بذلك على أغنية « بشرة خير » للفنان حسين الجسمي، وهو ما أدخله موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
واستمر لمجرد بعدها، رغم مشاكله القضائية في إصدار أعمال ناجحة تحقق ملايين المشاهدات.
واستعاد لمجرد نشاطاته وبدأ في إحياء حفلات في مختلف أنحاء الوطن العربي، ليعود اسمه بين أبرز أسماء الفنانين في الوسط الفني.