وفاء وتضحيات ودعم لا مشروط.. اليوسفي وهيلين قصة حب دامت لأزيد من 70 سنة
لطالما أبهرتنا قصص الحب التي عهدنا قراءتها في الروايات التاريخية ومشاهدتها في الأفلام الرومانسية الشهيرة، وأحيانا كثيرة شككنا في مصداقياتها وظننا أنها من وحي الخيال ولا علاقة لها بالواقع المعاش، إلا أن القصة التي جمعت السياسي الراحل عبد الرحمان اليوسفي وزوجته هيلين، فندت شكوكنا جميعا وأثبتت أن القصص الغرامية المثالية قد تكون حقيقية فعلا.
وفي نظر كثيرين، تعتبر علاقة اليوسفي بزوجته هيلين استثنائية، علاقة كانت فيها هيلين زوجة صالحة واليوسفي زوجا ناجحا، حيث كانا دائما إلى جانب بعضهما البعض، وأينما وجد اليوسفي وجدت هيلين الداعمة الرئيسية للرجل الاتحادي الشهير.
حب ثم خطوبة ثم زواج
صدفة كانت وراء لقاء اليوسفي بهيلين في عام 1947، في الدارالبيضاء، حيث تعرف اليوسفي على هيلين، خلال وجبة عشاء جمعته بأسرتها وبوالدها خياط يوناني، لتبدأ قصة حبهما.
وبعد 21 سنة على التعارف، وتأجيلات كثيرة بسب الاعتقال الأول، والثاني لليوسفي، وقضية بنبركة، تكللت قصة حب اليوسفي وهيلين أخيرا بالزواج في باريس عام 1968، لتبدأ مرحلة جديدة في حياتهما.
حب ودعم لا مشروط
وفي حديثه عن علاقته بزوجته اليونانية هيلين، يقول اليوسفي: « إنها ضحت بالكثير من أجل الوقوف إلى جانبي وساعدته في رحلة الغربة الشاقة، والمتعبة ».
وإلى جانب دورها كزوجة له، كانت هيلين صديقة لليوسفي وكاتمة أسراره وممرضته خلال وقت علته أو ضعفه.
وفي كل مرة انتشرت فيها أنباء عن مرضه أو صور توثق لذلك، كانت هناك هيلين إلى جانب زوجها لمساندته وللرفع من معنوياته.
حب إلى آخر نفس
موت اليوسفي سيكون له تأثير خاص على هيلين التي فقدت رفيق دربها، بعد عشرة دامت أزيد من 70 سنة، ومما لاشك فيه أن السياسي الراحل ظل يحب زوجته إلى آخر نفس.
ولكن ذلك لا يدل على أنها نهاية قصة حبهما الملهمة، فالحب الحقيقي لا يموت بمجرد موت الحبيب، فالذكريات تعيش إلى الأبد، ومن يعلم قد تجمعهما حياة أخرى…