يعيشون ظروفا صعبة.. فنانون يشتكون استثنائهم من دعم كورونا ووزارة الثقافة تتفاعل مع مطالبهم
اشتكى فنانون منذ بداية جائحة كورونا في المغرب الإهمال والاستثناء من دعم صندوق تدبير أزمة كورونا، الذي خصص لمساعدة الفئات الهشة والمواطنين في الحاجة خلال هذه الظروف.
وعبر فنانون عن استنكارهم إقصائهم من الدعم موضحين أن العديد منهم يمرون من أزمات مادية خانقة بسبب توقف أنشطتهم جراء كورونا.
فنانون مستاءون
وبين السباقين في التعبير عن استيائهم من الوضعية التي يعيشوها فنانون خلال الأزمة، الفنان عبد العزيز الستاتي الذي طالب في تدوينة له على الفايسبوك الاهتمام بهذه الفئة وتقديم الدعم المادي لها أيضا من صندوق تدبير الجائحة.
وبدوره انتقد الموسيقار نعمان لحلو استثناء آلاف الموسيقيين المغاربة من دعم صندوق تدبير أزمة كورونا الذي استفاد منه مواطنون تضرروا من الجائحة، مبرزا في تدوينة على حسابه على الفايسبوك أنه تم التخلي عنهم في هذه الظروف الصعبة وواصفا ما تعرضوا له بـ »الجحود »، كما طالب في تدوينته أن يتم إيجاد حل لهؤلاء.
وفي تصريح أدلى به إلى إذاعة « ميد راديو » قال الفنان الحسين بنياز إن الوضعية الصعبة التي يعيشها فنانون مغاربة قد تفاقمت بسبب فيروس كورونا وتوقف أنشطتهم.
مبادرات افتراضية
برزت خلال الجائحة مبادرات افتراضية فنية ومسابقات متنوعة في صنف الشعر والفن التشكيلي والارتجال المسرحي والحفلات الغنائية التي خصص ريعها لدعم المتضررين من تبعات الجائحة، وسهرت على تنظيمها مؤسسات رسمية وجمعيات مدنية انضافت لها مبادرات فردية.
فنون تضررت
وسبق لرئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، مسعود بوحسين، أن أكد هذا الواقع، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، حين قال : إن جائحة كورونا خلفت تداعيات متعددة على الفنانين المسرحيين مثلا باعتبار تزامنها مع الفترة التي تنشط فيها الحركة المسرحية، وباعتبار أن الأنشطة الثقافية المرتبطة بالعروض الحية كانت من أول التظاهرات التي طالها الإلغاء وستكون آخر ما سيسمح بالعودة إلى إقامته.
و سبق كذلك وعبرت فيدرالية المغرب لفنون الشارع عن تضررها حيث قالت إن فئة مهمة من فناني الشارع تضرروا من الجائحة، باعتبارهم قد اعتادوا الاشتغال في الأماكن العمومية بشكل تلقائي، وكانوا يكسبون قوت يومهم من الخروج اليومي للشارع، ومن مشاركاتهم في المهرجانات والتظاهرات الفنية الوطنية قبل أن تشل حالة الطوارئ الصحية حركتهم وتوقف مورد رزقهم.
مساهمات فردية
وتبرع فنانون بمساهمات فردية لفائدة فنانين متضررين من الجائحة، بينها مبادرة فيدرالية المغرب لفنون الشارع، التي عمدت إلى احتضان عروض مباشرة على (فيسبوك) لعدد من فناني الشارع مقابل دعم مادي بسيط لتحفيزهم وفتح المجال للراغبين في تقديم مساهمات مادية لفائدتهم.
تفاعل وزارة الثقافة
وأعلن وزير الثقافة الشباب والرياضة، عثمان الفردوس، أمس الأحد (14 يونيو)، عن إطلاق برنامج استثنائي لدعم الفاعلين الثقافيين في مجالات الفنون والكتاب، من أشخاص ذاتيين، وجمعيات ومقاولات، وذلك « وعيا بمساهمة المبدعين، فنانين ومؤلفين، في خلق وتعزيز التماسك الاجتماعي والقدرة على الابتكار، وحرصا على التخفيف من الآثار الاجتماعية والاقتصادية لحالة الطوارئ الصحية ».
وأوضح الفردوس، أن هذا البرنامج الاستثنائي يشمل، على الخصوص، التوزيع المسبق من قبل المكتب المغربي لحقوق المؤلف، ابتداء من 15 يونيو الجاري، لصالح المؤلفين والمبدعين المنخرطين، لكل الأقساط المتبقية المقررة برسم السنة المالية 2020، والمحددة في 35,4 مليون درهم.
وأضاف الوزير أن هذا البرنامج الاستثنائي يشمل أيضا، من بين أمور أخرى، إطلاق طلبات عروض دعم المشاريع الفنية بغلاف إجمالي يقدر ب 39 مليون درهم ابتداء من 17 يونيو الجاري في مجالات الجولات المسرحية الوطنية، والموسيقى والغناء وفنون العرض والفنون الكوريغرافية، ومعارض الفنون التشكيلية والفنون البصرية بقاعات المعارض، واقتناء أعمال فنية تشكيلية أو فنية بصرية من لدن الفنانين، والمشاركة في مبادرة اقتناء الأعمال الفنية التشكيلية والبصرية التي أطلقتها المؤسسة الوطنية للمتاحف.
صدى طيب
ولقي البرنامج الاستثنائي للوزارة صدى طيبا لدى المعنيين بالأمر، حيث وصفه رئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، مسعود بوحسين، بكونه « مبادرة جيدة للتنفيس عن وضعية الفنانين المزرية »، و »بادرة أمل في انتظار خطط قطاعية وتنزيل محكم لاستعادة الأمل في الإبداع ».
وتفاعل متابعو حساب الوزير الفردوس مع تدوينته، وجاء في أحد التعليقات: » بادرة طيبة أعانكم الله السيد الوزير على تدبير هذا القطاع الحي وان يوفقكم الله ».
وجاء في آخر: » شكرا معالي الوزير على هذه الالتفاتة التي تنم حنكتكم لهذا القطاع الحساس وفي ظرف وجيز أبنتم على إيجاد حلول في ظل هذه الجائحة التي يعيشها وطننا الحبيب ».