عزي/ عروبي/ حرطاني.. دراسة تكشف مظاهر خطاب الكراهية في الجامعات المغربية
أنجز المنتدى المتوسطي للشباب، بتمويل من مجلس أوربا، دراسة حول خطاب الكراهية بالمغرب وانتشاره في الجامعات المغربية وسط الطلبة على الخصوص.
عزي..عروبي.. كربوز.. عبارات الكراهية
خطاب الكراهية موجود وهو قديم ومتجدد لاسيما مع ارتفاع منسوب التحريض على الكراهية من خلال وسائل التواصل الإجتماعي وانتشار العنف اللفظي بواسطة السب والشتم، وتشير الدراسة إلى أن من تعابير الكراهية المستعملة هناك “عزي، عروبي، الداخيل، تاعرابت، كحلوش، حرطاني، كربوز، شلح، صحراوي.
أكادير…مراكش..الناظور.. مظاهر خطاب الكراهية في الجامعات
وكشفت الدراسة أن من بين الجامعات التي تعرف منسوبا مرتفعا لخطاب الكراهية، هناك جامعة ابن زهر بأكادير، بسبب “الأعداد الكبيرة للطلبة القادمين من الصحراء والمناطق الأمازيغية”، وفي المرتبة الثانية جامعة القاضي عياض بمراكش بسبب “النزاعات بين طلبة قلعة السراغنة والطلبة الصحراويين”.
وتشير الدراسة إلى أن الطلبة الصحراويين “يزدرون الصفات الإجتماعية للسراغنة الذين يتواجدون في الأقاليم الجنوبية”، وفي جامعة الناظور يعتبر الأجنبي هو المنتمي لجهات ترابية أخرى ويوصف بـ”إغربيين” أي الغريب عن المجموعة، وفي جامعات شمال المغرب هناك تمثلات حول الأساتذة القادمين من مدن أخرى ويوصفون بـ”الداخلية”و“العروبية”.
وأثبتت الدراسة أن الجامعة أصبحت “محضنا لخطاب الكراهية”، وأن الأحياء الجامعية أصبحت فضاء لخطاب الكراهية، حيث تتفشى “النزعة القبلية و التمثلات السلبية” تجاه الآخر من خلال تعابير لغوية موروثة من الصراع القبلي القديم.
وحسب الدراسة فإن 27.4 في المائة من الطلبة يعتبرون أنفسهم ضحايا لخطاب الكراهية مقابل 72.6 في المائة لا يعتبرون أنفسهم ضحايا لهذا الخطاب، و31 في المائة يرون أن خطاب الكراهية حاضر في المؤسسات الجامعية.
من بين أهدافها.. رفع الوعي المجتمعي
وتهدف الدراسة إلى المساهمة في رفع الوعي المجتمعي حول أسباب استخدام هذا الخطاب وأشكاله وعواقبه وطرق التعامل معه، مما يمكن من إنشاء أدوات ومعايير للحد من استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف.
خلق مراكز للاستماع.. من بين التوصيات المقترحة
واقترحت الدراسة توصيات لتجاوز خطاب الكراهية والحد منه، بإشراك المنظومة التعليمية من خلال بناء مضامين ومسارات المواطنة والفكر النقدي وخلق مواد ذات طابع أخلاقي، وكذا خلق مراكز الإستماع لضحايا خطاب الكراهية وتلقي شكاياتهم من أجل اتخاذ تدابير فعالة لمساندتهم، وإنشاء مؤسسة مستقلة حاضنة للفعل المدني مدعومة بترسانة قانونية متكاملة.
نذكر أن الدراسة أنجزها كل من عبد اللطيف كداي، وسعيد بنيس، ومحمد طارق، وإدريس الغزواني، من خلال بحث ميداني شمل 582 شابا من بينهم طلبة ومهاجرين وإعلاميين ، حيث شملت مختلف مناطق المغرب، وتمت خلال النصف الثاني من سنة 2020.