الفارواز.. مرض فتاك تسبب في اختفاء طوائف النحل

شاركي:

أثارت ظاهرة اختفاء طوائف النحل في المغرب قلقا متزايدا لدى مربي النحل ولدى المختصين في هذا المجال، ملقية بظلالها على سلسلة تربية النحل وانتاج العسل.

وأظهر تشخيص أجرته النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل عدة أعراض مرتبطة بهذه الظاهرة، من بينها احتضان خلية النحل للملكة والاختفاء الكلي للعاملات داخل وخارج الخلية. وعزى الخبراء أسباب ظاهرة اختفاء طوائف النحل إلى وجود طفيليات تصيب النحل تسمى » الفاروا » أو « الفارواز ».

الفارواز.. مدمر خلايا النحل

الفارواز هي إحدى أنواع الطفيليات التي يعود جنسها للفصيلة الفاروية، وتتميز بحجمها الصغير، ولونها البني الداكن، بالإضافة إلى شكلها البيضوي المسطح.

وتسمى هذا الكائنات بقراد الفارواز المدمرة بسبب آثارها الفتاكة، فهي تعيش متطفلةً بين حلقات البطن لذكور النحل أو على يرقاتها، لتتغذى على النحلة نفسها، ويحدث ذلك من خلال إنشاء ما يشبه الثقب أو حتى الجرح في جسم النحلة عن طريق أجزاء حادة موجودة في الفم، لبدء عملية امتصاص الدماء.

تشخيص الإصابة بالفارواز

أكد خبراء تربية النحل إن الطريقة الأفضل لتشخيص الإصابة بهذا المرض هي الفحص الدقيق لحلقات النحل البطنية، وليس أي نحل، بل النحل السارح على وجه التحديد، ويمكن ذلك عبر كشط بيوت الحضنة الذكرية في فصل الربيع، وكشط بيوت النحلات العاملات في فصل الخريف، وفي حال الإصابة ستظهر الفاروا بوضوح على جسم الحضنة وفق مجموعة من الأعراض.

وكشف أبحاث علمية أن من بين أعراض إصابة النحل بمرض الفارواز، هي قلة إنتاج النحلات العاملات للعسل، و ظهور عذارى ويرقات النحل على شكل أكوام ميتة موجودة على مدخل الخلية. بالإضافة ظهور القراد بوضوح، وبالعين المجردة على حلقات النحل البطنية، وضعف عام في طائفة النحل، وانتشار نحلات مشوهة خاصةً في أول الخريف والربيع.

حملة وطنية لوقف الداء

أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أمس الأحد30 يناير، عن إعداد برنامج خاص لدعم مربي النحل المتضررين من ظاهرة انهيار طوائف النحل ببعض المناطق في الآونة الأخيرة.

وخصصت الوزارة مبلغ 130 مليون درهم لاتخاذ إجراأت آنية من بينها دعم المربين، لإعادة إعمار خلايا النحل المصابة عبر توزيع طوائف نحل جديدة، والقيام بحملة وطنية لمعالجة خلايا النحل ضد داء الفاروا والقيام بحملات تحسيسية لفائدة مربي النحل خاصة ما يتعلق بالممارسات الجيدة لتربية النحل.

يذكر أن ظاهرة « انهيار طوائف النحل » سبق وأن تم تسجيلها في عدد من الدول عبر العالم خاصة بأوروبا وأمريكا وإفريقيا. وربطت الدراسات والأبحاث المعمقة التي تم إجراؤها بهذه الدول وجود هذه الظاهرة بأسباب متعددة تتداخل فيها مجموعة من العوامل، من بينها المناخية والبيئية التي تتميز خصوصا بارتفاع درجات الحرارة وقلة التساقطات المطرية وتأثيرها على وفرة المراعي وما يترتب عنها من قلة الموارد الضرورية لتغذية النحل، وكذا العوامل المرتبطة بالحالة الصحية للمناحل والطرق الوقائية المتبعة، علاوة على ممارسات تربية النحل.

مواضيع ذات صلة

لديك أفكار فيديوات ومقالات أخرى ؟ إبعتي لنا اقتراحاتك و أفكارك